باحث أثري يكشف ألقاب الأطباء الفراعنة ودورهم في مواجهه الأمراض والأوبئة
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن كلمه طب ترجع إلي عصر المصريين القدماء وجاء منطوق كلمة "زين" بمعنى طبيب، ثم أصبحت تكتب "سونو" فى مرحلة أحدث، ثم تحولت فى اللغة القبطية إلى "سينى" بمعنى طبيب، ومنها اشتقت الكلمة" ميتسنى" بمعنى "طب" وهى التى أخذتها اللغات اللاتينية.
واضاف انه كان هناك ثلاثة طوائف من الأطباء فى مصر القديمة، يعالجون الأمراض، وهم "سنو" وهم الأطباء الباطنيون، و"سخمت" وهم الأطباء الجراحون، و"ساو" وهم الأطباء الروحانيون.
واشار الى انه كان يوجد أخصائيون للعيون والفم والأسنان، وآلام المعدة ومشاكل الشرج.
واكد عامر انه ثبت يقيناً أن قدماء المصريون كان بينهم أطباء عن علم كتبوا وصفات طبيه وأجروا عمليات جراحية، وثبت أيضاً أن مهنة الطب كانت موجوده منذ 3000ق.م بأطباء مارسوها منذ الدولة القديمة في مدينة "سايس" التي كان بها أقدم جامعة للطب القديم في العالم.
وأضاف "عامر" أن المصريين القدماء عرفوا علم الكيمياء والذى برع فيه المصرى القديم، ومنه إ كتشفوا مواد التخدير، كما عرفوا الوخز بالإبر والذى معروف فى أيامنا هذه الأبر الصينية، وقد إستخدموها فى أجراء العمليات الدقيقة مثل أورام المخ وغيرها، كما عرفوا المضادت الحيوية وإستخرجوها من فطر الخبز المتعفن.
واكد أحمد عامر أنهم أول من عرفوا زراعة الأعضاء، وخيوط الجراحات، كما إستخدموا الطب البديل والتداوى بالأعشاب، كما عرفوا علاج لحالات الإمساك، ومعالجة آلام الرأس وقرحة المعدة، ومعالجة أمراض جلدية، كما أنهم أول من عرفوا الختان.
واضاف أنهم هم أول من عرفوا العلاج بالحجامة قبل العرب، والعلاج بالكى، و طرق تشخيص الحمل ونوع الجنين، وكرسي الولاده، وآلام الأسنان أثناء الحمل وأمراض النساء والمراهم والأدوية المستحضرات.
وأشار "عامر" إلي أن المصريين القدماء عرفوا "البلهارسيا" حيث كان أكثر الأمراض إنتشاراً، وعملوا تركيبات لعلاجها أشهرها "كبريتيد أنتيمون".
ولفت عامر الى ان الفراعنة تمكنوا من التوصل لعلاج مرض المياه البيضاء، وإجراء عملية لها، كما استطاعوا التوصل لعلاج لأكثر من 20 مرضاً للعيون، كما إستطاع الفراعنة علاج الأسنان وعمل التركيبات والحشو وخلع الأسنان، بالإضافة لعلاج أمراض العظام مثل علاج الكسور والجروح.
وقال: أما عن أشهر الأمراض التي لم يُعرف لها علاجاً فكان مرض "الطاعون" الذي إنتشر في عهد الدولة الوسطي لمده أربعون عاماً، وكانت المستشفي تسمي عند المصريين القدماء بـ " دار الشفاء"، وهناك العديد من البرديات تحدثت عن معجزات الفراعنه منها بردية "إدوين سميث"، الجراجية التي عُثر عليها بمدينة الأقصر والتي تصف حالات لجروح الرأس والأنف والأذن والشفاه والرقبه والزور والكتف والصدر والثدي والعمود الفقري ومجموعها نحو 48 حالة، و"بردية كاهون"، و"بردية لندن".
وأوضح "عامر" إن مبادئ الفحص الطبي عند المصريين القدماء كانت كما هي الآن وكان الأطباء المصريون علي درجة كبيرة من دقة المُلاحظة حيث عرفوا المعاينة والجسَّ والتشخيص والعلاج الذي كان يشمل وسائل طبيعية وكميائية وحيوية.
وقال : أما عن مسببات المرض فقد إعتبره المصريين القدماء نتيجة لعوامل خارجية مثل الهواء والديدان وعوامل نفسية أو أسباب غامضة أو من المعبود أو من السحر ومجرد التعرض للهواء يُعتبر سبباً من أسباب المرض وكانت هناك بعض الأجسام التي لديها إستعداد للمرض وتُسمي "whdw".
ولفت "عامر" إلى أن السحر كان مهماً جداً بالنسبة للمصريين القدماء، وقد إمتزج الطب بالسحر لدي فريق منهم وعالجوا أمراضاً كثيرة بعلوم الطب وفنون السحر.
وقال: نجد أن المعبود أعطي الإنسان السحر كسلاح ضد أعدائه، كما أن للرقي والتعاويذ دوراً كبيراً في الشفاء حيث ذكرت بردية "إيبرس" رقية كانت تستخدم للشفاء تقول "إخرج أيها الزكام، إخرج يا إبن الأنف المزكوم يا مُتلف الجمجمه".
واكد ان الأطباء كانوا يتمتعون بمستوي عالي من الكفاءة وعلي درجه عالية من العلم وفي نصوصهم كانت كلمة "swnw" تعني "طبيب" والأعلي منه مركزاً يُسمي "imy-r swnw"، ورئيس الأطباء "wr-swnw"، ومفتش الأطباء "shd-swnw".
واشار الى ان مهنة الطب كانت منظمة إدارياً، وكانت المعبودة "سخمت" تستطيع في رأيهم أن تُبلي بالمرض الذي يؤدي إلي الموت وكان يُسمح لكهنتها بالتدخل في صالح من عاقبتهم وكان من أشهر كهنتها "ني-عنخ-رع" طبيب وكاهن "سخمت" ويبدو أن بعض الأطباء كانوا كتبة حتي تكون لديهم مقدرة علي أن يقرأوا المراجع الطبية.
وقال: أول طبيب عُرف في التاريخ كان يُسمي "حسي-رع" "hesy-re" وكان أخصائي أسنان وكان يعيش في زمن الملك "زوسر" ومقبرته إكتشفها الكاتب الملكي المعروف للملك كاهن "حورس" رئيس مهندسي الملك.