"البرنسيسة والأفندي".. قصة الاميرة الوحيدة التى حكم عليها بالحبس فى مصر
لم يحدث فى تاريخ مصر أن وقفت إحدى الأميرات أمام محكمة الجنح لتواجه حكما بالحبس ، لكن هذا ما حدث مع الأميرة فايزة شقيقة الملك السابق فاروق ـــ رحلت فى يوليو 1994 ـــ حينما وجه إليها صلاح الدين بسيونى وكيل نيابة قصر النيل تهمة تهريب أموالها ومجوهراتها إلى الخارج دون الرجوع إلى الجهات الرسمية ، من خلال كتب اللغة الفرنسية بإحداث تجويفات فى الكتب ووضع المجوهرات الثمينة بها .
وكانت ثورة يوليو قد قامت بنفى الأسرة المالكة بكاملها خارج مصر وسافرت الأميرة فايزة الابنة الثالثة للملك فؤاد وهى من مواليد عام 1923 إلى تركيا رغم حبها الشديد لمصر وعندما قررت استسماح السلطات المصرية فى عودتها ظهرت شائعة غرام البكباشى صلاح سالم أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة بها .
وكما ذكر الكاتب صلاح عيسى فى مؤلفه "البرنسيسة والأفندى .. حكايات من دفتر الوطن " أثناء تفتيش القصور الملكية تبين استعانة الأميرة بالكتب فى تهريب مجوهراتها عن طريق الملحق العسكرى التركى بالقاهرة وأحيلت للمحاكمة غيابيا وأصدر القاضى عبد اللطيف المراغى الحكم بحبسها شهرا وتغريمها 21 ألف استرلينى ، وإعلانها بالحكم إلى تركيا فقررت عدم العودة إلى مصر نهائيا .
ثم ضاقت فايزة بحياتها فى تركيا بعد أن خانها الملحق العسكرى التركى الذى لم يسلمها أموالها ومجوهراتها التى هربها من مصر ، وتدهورت أحوالها بعد طلاقها من زوجها التركى محمد على رؤوف ، فسافرت إلى باريس حيث عرض عليها المخرج التركي "سامجولدوين "القيام بدور خادمة رائعة الجمال فى بيت أمير شرقى يقع فى غرامها فرفضت باكية على حالها حسرة ، فعرض عليها محل الأزياء (جان دييس )العمل مانيكان فرفضت أيضا.
وتقدم إليها الكثير طلبا للزواج منها لشدة جمالها وأصلها لكنها رفضت وفضلت الحياة بمفردها فى شقة صغيرة بباريس .
أخبار اليوم تتحدى الملك فاروق وتنشر أخبار البرنسيسة والأفندي
ومن باريس إلى الولايات المتحدة سافرت فايزة لتعيش مع أمها وشقيقتها فتحية لكن سرعان ما قتلت فتحية وماتت الملكة السابقة نازلى ، فلجأت الأميرة إلى محل للزهور تعمل فيه بائعة للزهور لسنوات حتى أصابها السرطان الذى انتزع صحتها وجمالها إلى أن رحلت وحيدة .فكانت آخر من توفى من شقيقات الملك السابق فاروق ولم يحضر جنازتها سوى أبناء شقيقاتها .