رئيس التحرير
عصام كامل

الجزائر تستلم رفات مصري قاوم الاحتلال الفرنسي منذ 170 عاما

فيتو

كشفت السلطات الجزائرية عن هوية مصري استردت رفاته من فرنسا كان يشارك مع المقاومة الجزائرية ضد الاتحلال الفرنسي.

وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، فأن الجزائر استعادت اليوم الجمعة رفات 24 من قتلى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي والتي انتهت بالاستقلال في 5 يوليو 1962، وتبين أن من بينهم مصري شارك في المقاومة الجزائرية.



وتكشف هذه الخطوة عن ملمح جديد للتضامن والتلاحم بين الشعبين المصري والجزائري، إذ أنه من بين تلك الرفات جمجمة لمواطن مصري شارك في مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، يدعى "موسى بن الحسن المصري الدرقاوي" أو صاحب الجمجمة رقم 5942.

وقالت الوكالة الإخبارية، إن موسى بن الحسن المصري الدرقاوي ولد بالقرب من مدينة دمياط بشمال مصر، وتوفي والده وهو طفل صغير، وفي العام 1822 أصابه مرض خبيث في الرأس أجبره على الذهاب لسوريا للعلاج حيث استغرق عاما كاملا، توجه بعدها إلى القسطنطينية بتركيا و منها إلى غرب الجزائر.

وأشارت إلي أن بن الحسن المصري انتقل بعد ذلك إلى طرابلس سنة 1826، حيث التقى بالشيخ "سيدي محمد بن حمزة ظافر المدني" شيخ الطريقة الشاذلية، وهناك تلقى العلوم الشرعية، قبل أن يستقر في مدينة الأغواط بوسط الجزائر عام 1829، مضيفة أن سكان الأغواط أحسنوا استقبال موسى الدرقاوي تقديرا لعلمه وبنوا له زاوية، ومنحوه أراض و حدائق تعرف الآن بزقاق الحجاج، حيث أقام بها لمدة عامين، انتقل بعدها لمدينة مسعد التي أسس له سكانها زاوية، و أصبح له الكثير من المريدين وامتد صيته لمدينة قصر البخاري والمدية.

وبحسب المؤرخين، فقد اختلف الدرقاوي مع الأمير عبد القادر، القائد التاريخي للثورة الجزائرية، بسبب توقيع الأمير معاهدة ديمشال مع الفرنسيين، وأدى هذا الخلاف بينهما لمعركة عسكرية في عام 1935 انتصر فيها الأمير عبد القادر، ليلجأ الدرقاوي بعدها لجبل موزاية ومنه إلى مدينة مسعد حيث بدأ تنظيم صفوفه من جديد.

وطارد الجنرال الفرنسي ماري مونج، الدرقاوي في مدينة مسعد، فلجأ لقبيلة بني لالة ، حيث مكث هناك 3 سنوات، ثم توجه جنوباً نحو متليلي الشعانبة سنة 1847، حيث رحب به أهلها لما سمعوه عنه وهناك جمع أكبر عدد من الأتباع.

ووفقا للكتب التاريخية، فأن الشيخ بوزيان أحد كبار أعوان الأمير عبد القادر، حاول الاتصال بشيوخ الطرق والزوايا للتحضير لـ"ثورة الزعاطشة"حيث تواصل مع الشيخ موسى بن الحسن المصري الدرقاوي، الذي رحب بالقتال، وذهب إلى مدينة مسعد واصطحب معه حوالي 80 مقاتلا من أولاد نائل، وقاوموا ببسالة الحصار المفروض عليهم بالواحات حتى جاء يوم 26 نوفمبر 1849، وحينها تم نسف دار الشيخ بوزيان، وأمر القائد الفرنسي هيربيون بقطع رأس زعيم الثورة الشيخ بوزيان ورأسي ابنه، والشيخ موسى الدرقاوي، وتعليقهم على أحد أبواب بسكرة.
وذكرت الوكالة أن الجماجم نقلت بعد ذلك إلى فرنسا، حيث تم حفظها في متحف الإنسان بباريس، وعلى مدار أكثر من 170 عاما حملت جمجمة الدرقاوي رقم 5942 حتى عادت إلى الجزائر اليوم الجمعة.

الجريدة الرسمية