رئيس التحرير
عصام كامل

د. حنان طاهر تكتب: كيف نستفيد من تجارب الماضي لنواجه المستقبل؟ (4 – 4)

حنان طاهر
حنان طاهر


في بداية العلاقات بين البلدين.. كان لإسرائيل نشاط مكثف في تنزانيا منذ 1960، ففي مجال الزراعة كان مركز التخطيط الإقليمي في رحفون، والمعهد الأفروآسيوي في تل أبيب، ومركز التدريب الدولي في حيفا.. هي المرتكزات الرئيسية لتدريب التنزانيين.. وبدأ هذا منذ 1960، حين أعدت إسرائيل برنامجا تدريبيا للتنزانيين؛ فنظمت الخارجية الإسرائيلية دورة للتدريب الزراعي لمدة 10 شهور، كذلك نظمت لهم المراكز التدريبية الحكومية الإسرائيلية في الفترة من 1960 إلى 1965، دورة تدريبية متخصصة في الزراعة والخدمات الزراعية، وتمت هذه الدراسة التدريبية في كليات الزراعة بالجامعات والمعاهد المتخصصة والمستعمرات الزراعية.

وكانت تنظم الدورات بما يتلاءم مع البيئة الأفريقية في تنزانيا، كذلك نظم معهد التكينون في حيفا عام 1962 دورات تدريبية في الهندسة والميكنة الزراعية، وقام مركز رحفون بتقديم برامج تدريبية خفيفة في التخطيط الريفي الشامل للمشروعات الزراعية والصناعية، وقامت كليات الزراعة بالجامعات الإسرائيلية والمعاهد المتخصصة بأبحاث عن البيئة والزراعة التنزانية نظرية وميدانية، وتم تبادل الأساتذة والخبراء من الجانبين، والأمر نفسه قام به المعهد الأفروآسيوي، وأقامت مراكز تدريب في تنزانيا لأنها أقل تكلفة وأبلغ أثرا.
وحين بدأت تنزانيا في مشاريع لخلق قرى جديدة وإعادة توطين الفلاحين عام 1962، تعاونت مع شركة أجريدت (وهي شركة حكومية إسرائيلية)، حيث بدأت في وضع مشروع التعاون الزراعي لإقليم البحيرات في تنزانيا، وهذه المساحة تعرف بإقليم موانزا، وسعوا لإدخال نظام الزراعة والتكنولوجيا والتسويق التعاوني، وطبقوا نظام الموشاف "القرى التعاونية".
عبد الناصر امتلك نظرة بعيدة، فأسس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، والتي تولى إدارتها في مستهل عملها الراحل يوسف السباعي، ويترأسها حاليا الدكتور حلمي الحديدي، وزير الصحة الأسبق، وانبثق عنها عدة اتحادات نوعية، مثل اتحاد الكتاب، واتحاد الإعلاميين.. لماذا لا نستفيد منها، لاسيما أنها تضم عددا من الشخصيات العامة، ذات الثقل، والعلاقات القوية مع العديد من الدول الأجنبية، وخاصة أفريقيا وآسيا.
بدورنا في اتحاد المستثمرين الأفروآسيوي، نسعى جاهدين لتحقيق هذا الهدف؛ هدف تجسير الفجوات بيننا وبين دول أفريقية، سيكون من الأفضل كثيرا لمصر والمصريين، أن نمتلك علاقات طيبة معها، خصوصا مع الشعوب، مستفيدين بأرضية رائعة خلقتها رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي العام الماضي.
هناك أيضا، كلية الدراسات العليا الأفريقية، وتضم نخبة ممتازة من الخبراء والأساتذة المتخصصين في الشئون الأفريقية، والذين يمكن أن يشكلوا "كونسلتو" من المستشارين لأصحاب القرار.
وندعو الجهات التي يمكنها المعاونة في هذا الملف، لأن تبادر لكي نتبادل الخبرات ودروس التجارب؛ من أجل تحقيق مصلحة مصر، وحل الأزمات ومواجهة التحديات بسبل غير مطروقة، وحلول خارج الصندوق، والذهاب بعيدا عن الخطوات والثقافة العتيقة التي عفا عليها الزمن.
الجريدة الرسمية