هل هناك صلة بين الاشهر الحرم والشهر الحرام ؟
يقول الله تعالى "الشهر الحرام "وهم اربعة اشهر ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب ويقول " البيت الحرام " وهو الكعبة المشرفة فهل هناك صلة بين معنى كلمة الحرام فى الاثنين أم أن كلاهما له مدلول خاص ؟ يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول :
أن معنى قوله تعالى "البيت الحرام "أن الله جعل البيت حراما ، وجعل الاشهر الحرم لإرضاء الغرور البشرى فللنفس البشرية غرور يغذيه الشيطان دائما ،
فيجعلها تأبى الرجوع الى الحق ، ويجعلها تريد ان تستبيح حرم غيرها وحقوقه ، ومن هنا كان البيت الحرام أمنا للناس ، عسى ان ترتدع النفس عندما يجأ الانسان الى بيت الله .
وجعل الاشهر الحرام لا قتال فيها عسى الانسان ان يبتعد عن شرور الحرب ، وينعم بالسلام إذا أحس بنعمة السلام ،وكان الله سبحانه وتعالى برحمته حريصا على ان يتم ذلك دون إهدار للغرور البشرى .
وبذلك يستطيع الانسان الذى يريد أن يوقف القتال ، أو يوقف خصومه أن يقول : انه فعل ذلك إجلالا لله سبحانه وتعالى ،وهكذا شاءت رحمة الله ــعندما يفتح باب التوبة ــ أن يحفظ للانسان ماء وجهه وغروره ، وأن يجعلها عملية سهلة على النفس ، ولذلك كانت المشيئة تسهيلا للتوبة وترغيبا فيها ..
ومن ثم كانت الاشهر الحرم راحة ، وتوقفا عن القتال تثبت خلالها الرغبة فى السلام ،ولكن الله سبحانه لم يشأ ان يجعلها خضوعا لعدو يقاتلك ، فهو لم يأمر مثلا خلال الاشهر الحرم ان نلقى سلاحنا ونستسلم لأعدائنا لاننا فى الاشهر الحرم لان الله قال تعالى (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم ،
اختفاء ظل الكعبة رابع أيام عيد الفطر.. اعرف السبب
فإن قاتلوكم فاقتلوهم) ،وقال تعالى (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة اكبر من القتل )
على ان الذى بمكة مكان :البيت الحرام حدده الله سبحانه منذ خلق آدم ، كما حددجبل عرفات قبل ان يتم بناء الكعبة المشرفة ويرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ، كان هناك تل صغير فى هذا المكان ، وكانوا يطوفون بمكان البيت ،ويقفون بعرفات..فالحج موجود منذ وجد آدم عليه السلام ، ومنذ نزل البشر الى الارض .