«الجوجوبا».. بوابة الوادي الجديد لدخول نادي «الذهب الأخضر».. المحافظة تتوسع في زراعته وتطرح 12 ألف فدان كـ«مرحلة أولى»
تحتل محافظة الوادى الجديد مرتبة متقدمة بين المحافظات التي بدأت حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، في تنفيذ خطط وإستراتيجيات التنمية على أراضيها، فإلى جانب المشروعات الاستثمارية التي بدأت تطرق أبواب المحافظة، لم تغفل الخطط الحكومية التنمية الزراعية للمحافظة.
الرقعة الزراعية
لا سيما وأن الوادى الجديد سبق، وأن تبنت منذ عامين تقريبًا تنفيذ خطة لزيادة مساحة الرقعة الزراعية فيها عن طريق استصلاح المساحات الشاسعة من الأراضى التي تقع في زمام المحافظة، وفي هذا الإطار تشهد الوادى الجديد طفرة غير عادية في مجال مشروعات زراعة النباتات والمحاصيل غير التقليدية والتي تشمل الأعشاب الطبية والعطرية.
أشجار الجوجوبا
زراعة أشجار الجوجوبا الزيتية أحد أهم المشروعات التي تبنت محافظة الوادي الجديد، والتي تنتج أغلى نوع من الزيوت في العالم ويستخدم في تصنيع مستحضرات التجميل وعلاج البشرة والجلد، كما يدخل في العديد من الصناعات المختلفة أبرزها صناعة الوقود الحيوي للطائرات.
وفى هذا السياق قال سيد محمود مهندس زراعي بإحدى الشركات الاستثمارية المتخصصة في زراعة «الجوجوبا»: هذا النبات له من المواصفات ما يجعله يتحمل كل شيء من ندرة للمياه وقسوة الجو الصحراوي، لذلك محافظة الوادي الجديد تعتبر أرض خصبة لهذا النبات ذو القيمة الاقتصادية العالية والذي يدخل في صناعة المستحضرات الطبية والأدوية والتركيبات الكيمائية المختلفة، كما أنه بدأ يستخدم مؤخرًا في صناعة الوقود الحيوي للطائرات وهو ما عزز العائد الاقتصادي له لذلك يعرف بالذهب الأخضر نظرا لقيمته المرتفعة.
وأضاف: أشجار الجوجوبا تقاوم ملوحة الماء والتربة إلى حد بعيد كما يمكنها النمو في مناطق قد لا تنجح فيها عدة محاصيل أخرى بسبب نقص المياه، وتتحمل العطش عندما يتقدم بها العمر حيث تضرب جذورها في الأرض عميقا لكي يتحصل على الماء.
مدة الزراعة
كما أن نبات الجوجوبا يتميز بأنه له عدة استخدامات تساعد على انتعاش الاقتصاد في الدولة التي تستثمر في زراعته مثل استخلاص الزيت الخاص به في صناعة أغلى وأفضل مستحضرات التجميل على مستوى العالم.
ويستغرق ثلاث سنوات في زراعته ويعطي الفدان الواحد طنًا من الزيت الخام يتم تحويله إلى منتجات طبية وعطرية وكيميائية بالإضافة إلى إمكانية تحويله وقود حيوي يستخدم في تشغيل محركات الطائرات كما أنه يعيش من 150 إلى 200 سنة، وشدد «سيد» على أن الاستثمار في زراعة وتصنيع الجوجوبا هو مستقبل مصر القادم نظرا لقيمته الاقتصادية العالية وزيادة الطلب العالمي عليه.
لا سيما وأن الوقود الحيوي الذي يتم استخراجه منه يعتبر بديل لمشتقات البترول، كما يمكن زراعة نباتات أخرى تحميلية بجانب زراعة الجوجوبا لتحقيق الاستفادة القصوى من الأرض، حيث قامت عدد من الشركات الزراعية التي تعمل في زراعة الجوجوبا بزراعة محاصيل غذائية متنوعة كالشمام والبطيخ والسمسم والبرسيم والقمح والشعير وغيرها من الخضراوات والمحاصيل النقدية وخاصة في المراحل الأولى من عمر النبات.
مبادرات التنمية
من جهته أكد اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد أن المحافظة تتبنى عدة مبادرات لدعم عجلة التنمية على رأسهامبادرة لزراعة النبات غير التقليدية والتي يتم زراعتها لأول مرة بالمحافظة بهدف استصلاح أكبر مساحة من الرقعة الصحراوية الشاسعة.
والنباتات العطرية والطبية تأتى على مقدمة هذه المشروعات وهو ما أعطى دفعة كبيرة لعدد من الشركات الأجنبية والخليجية للاستثمار في زراعة نباتات الجوجوبا في ظل التسهيلات غير العادية التي منحتها المحافظة للراغبين في الاستثمار من خلال التخصصات المباشرة للأراضي وتسهيل استخراج كافة التراخيص اللازمة من خلال خدمة الشباك الواحد.
وأضاف: المحافظة رفعت مساحات كبيرة من الأراضى بطريق (الأقصر - الوادى الجديد) على طول 160 كم لتخصيصها للشركات الراغبة في إقامة مشروعات زراعة الجوجوبا، ويتم حاليا زراعة المرحلة الأولى من هذه المحصول بعدد من الشركات على مساحة 12 ألف فدان دفعة واحدة، وهناك شركات تستصلح الأراضى التي خصصت لها وحفر الآبار تمهيدًا لزراعة هذا المحصول قبل نهاية هذا العام.
وأكمل المحافظ: زيت الجوجوبا له فوائد واستخدامات عديدة أنه يختلف عن معظم الزيوت النباتية الأخرى، فهو يحتوى على مواصفات عالمية فريدة للعناية بالجسم والبشرة والشعر وأصبح عنصرا مشتركا في مكونات المنتجات الصحية والعناية بالجمال ويشبه زيت الجوجوبا زيت حوت العنبر، ويصل سعر الكيلو إلى 100 جنيه، ومصر في طريقها لأن تصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج زيت الجوجوبا بعد امتلاكها مساحات كبرى لزراعته للمنافسة على الطلب الدولي لمنتجات هذا النبات.
نقلًا عن العدد الورقي...