رئيس التحرير
عصام كامل

مدير مستشفى ببني سويف يروي رحلة إصابته بكورونا حتى تعافيه ويوجه نصيحة لأطباء العزل

د.عمرو نادي ـ مدير
د.عمرو نادي ـ مدير مستشفى ناصر العام ببني سويف

قال الدكتور عمرو نادي عزت مدير مستشفى ناصر العام ببني سويف إن الدعم النفسي للمصاب بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" لا يقل أهمية عن الأدوية بل تزيد أهميته في بعض المراحل عن أهمية الأدوية خاصة في حالات العزل المنزلي التي يكون المصاب فيها بحاجة إلى متابعة اسرته واصدقائه له عن طريق أي وسيلة تواصل.

وأضاف مدير مستشفى ناصر العام ، في منشور على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عقب تعافيه من فيروس كورونا ، تحت عنوان "حكايتي مع الكورونا": اشتغلت قرابة ثلاثة شهور بشكل متصل كوكيل ثم مديرًا لمستشفى ناصر العام ، ما اضطرني للتعامل والاختلاط المباشر بشكل يومي مع مصابي فيروس كورونا والمرافقين لهم لفترات طويلة.

 

 خروج 636 متعافيا من كورونا بمستشفيات العزل في بني سويف


وتابع: طوال تلك الفترة كنت أحاول قدر الإمكان المحافظة على نفسي بالالتزام بالإجراءات الاحترازية ، لكن لطبيعة العمل كنت أحيانًا أتغاضى عن بعض الإجراءات بسبب السهو أو ضغط العمل "هذه الاجراءات كانت كفيلة بمشيئة الله أن تحميني أو تقلل احتمالات الإصابة.


وواصل: من هذا الموقف أناشد زملائي من الطاقم الطبي أوغيرهم ممًا تضطرهم ظروف عملهم النزول من بيوتهم يوميًا بعدم التهاون والالتزام بالحد الأدنى من الاجراءات الإحترازية والوقائية "الكمامة والتباعد الإجتماعي وغسل الأيدي باستمرار بإستخدام الكحول أو المطهرات" وإلتزام الطاقم الطبي بإرتداء اللبس الواقي كاملًا ، والالتزام بالطريقة الصحيحة لارتداها ونزعها "نظرًا لأهميتها".

وأكمل: "أنا بحمد ربنا اني رغم أن الدور عدى عليّ بصعوبة شديدة إلا أني متأكد أن بعد فضل ربنا أن المناعة كان ليها دور كويس أن الدور ميطولش لفترة كبيرة رغم أن في تجارب لناس جالها الفيروس وعدوا منه بدون اي معاناة بس انا متأكد أني في فترة شغلي اتعرضت لـviral load عنيف جدا جدا كان ليه دور أكيد في سوء الأعراض.


وقال مدير مستشفى ناصر: نصيحة أننا نحاول قدر الإمكان أننا نهتم بطرق التغذية الصح والرياضة أو الحركة بصفة عامة وقلة الخمول والانتخة ومفيش مانع من استخدام بعض المنتجات اللي ليها دور ولو بسيط في رفع مناعة الجسم.

واستطرد د.عمرو نادي "أن الأعراض بدأت معايا بكحة بسيطة جدا وسخونة وتكسير بسيط في الجسم وتحاليلي كان كلها كويسة ومتقولش أن في حاجة هي بس الأشعة اللي كان فيها التهابات ومكنتش أبدا بعنف الأعراض".


وأضاف: الأعراض العنيفة "سخونة مرتفعة تصل لـ40 درجة وضيق شديد فى التنفس وهمدان شديد بالجسم ودوخة وصداع مستمر لا يستجيب لأي مسكنات ومرارة بالطعام والشراب وبدأت أشعر بها من اليوم الرابع وتصاعدت لـ10 أيام ، فكرت خلالها أن انتقل للمستشفى بدلًا من العزل المنزلي، ولكن بمساعدة زملائي الاطباء تواصلت معهم تليفونيًا وبفضل دعمهم استكملت فترة علاجي بالمنزل.


 وقال مدير مستشفى ناصر: كنت أرى طوال فترات نومي "كوابيس" تجسد ما كنت أراه أثناء فترة عملي بالمستشفى "ناس بتموت وغيرهم بيصرخوا وآخرين سعداء بخروجهم من المستشفى وحالات تطلب الاستشارة وأخرى تشكو أوجاعها" ودائمًا ما كنت أستيقظ مفزعًا بسبب هذه الكوابيس، لأبدأ من جديد التعايش مع الآمي التي أستمرت لعشرة أيام.

وواصل: "الفيروس هياخد فترته ويعدي" دي كلمة كنت أقولها كطبيب للمرضى بالمستشفى ، وكنت أسمعها من زملائي وهم يطمئنوني على حالتي ، لكن للأسف مع طول الفترة تسرب إليّ اليأس والتشكك في صحة هذا الكلام "ولكن بالفعل هيه فترة وبتعدي وفي يوم وليلة أعراض كتير بتختفي من غير ما تعرف السبب في كده انهي علاج ولا ايه السبب ، الأعراض بتختفي وتزول بشكل دراماتيكي سريع وعجيب وبرحمة ونعمة غير عادية من ربنا سبحانه وتعالى".


واختتم مدير مستشفى ناصر بقوله: "العامل النفسي مهم جدًا المصاب بكورونا ومعزول منزليًا محتاج دايمًا ناس بتحبه اصدقاء يسألوا عليه بإستمرار وأهله يلبوا طلباته ويقدموا له كل وسائل المساعدة والدعم النفسي ، والتواصل الدائم عن طريق رسائل الفيس والواتس والتليفون.. هوه ده العلاج اللي لو ينفع يتعبى في أزايز هيبقى أروع علاج خلقه ربنا لأي مرض في الدنيا".

الجريدة الرسمية