رئيس التحرير
عصام كامل

طوغان يكتب : معين بسيسو سرق قطتى ليهديها الى السندريلا

الرسام أحمد طوغان
الرسام أحمد طوغان


كان زكريا الحجاوى رائد الفن الشعبى فى مصر فيه كثير من الخصال ما فى الاطفال ، ومن عجائبه وغرائبه انه كان يفزع ويرتعد إذا ما صادفته قطة ، وكان بعد انتهاء سهرته معنا فى قهوة عبدالله بالجيزة فى آخر الليل وفى طريقه الى منزله الذى كان يبعد عن المقهى بمسافة نصف كيلو متر تقريبا يقف العبقرى العملاق الاديب الفليسوف لينادى على ابنته سوزان التى كانت أيامها فى العاشرة من عمرها لتنزل اليه وتصحبه فى صعود السلم خوفا من القطة .

 

 


وكما يحكى رسام الكاريكاتير الكبير أحمد طوغان فى مجلة العربى عام 2011من النوادرــ رحل 2014 يقول : وفى يوم جاءتنى هدية من اديبة يوغوسلافية صديقة ،وكانت الهدية قطة من ارقى أنواع القطط  السيامى معقود الذيل بشكل دائرى ملتصق بآخر الظهر ، وكانت بديعة الحسن آسرة العينين ، أذناها وذيلها فى سواد الليل وجسمها فى بياض الثلج ، وكان سلوكها سلوك الاميرات ، وما من مرة فتحت الباب الا ووجدتها فى انتظارى .


كان بيننا قصة حب خالية من الشوائب ، ورغم الرقة والحنان الا انها لا تقبل دخول الذباب بيتنا فتقفز وتتعقب الذبابة حتى تنقض عليها ،وفى يوم وبدون قصد دست على رجلها ويبدو انها احست بالاهانة فغضبت وانزوت تحت كنبة وصامت عن الاكل يومين وانا احاول استرضائها الى ان رضيت وارتمت فى حضنى .

طوغان يكتب: زكريا الحجاوى زعيم قهوة عبدالله 


وفى يوم وبعد سهرة كان عندى احمد جبريل قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومعه الدكتور عبد الرحمن البيضانى اليمنى المعروف وعباس الاسوانى والشاعر الفلسطينى معين بسيسو وبعد السهرة غادر الجميع بحثت عن القطة فلم اجدها فتيقنت ان واحد من الزوار سرقها ،

 

وفى اليوم التالى فاجأت بيوتهم بالزيارة اسأل عن زوجة كل واحد منهم عن رأيها فى القطة التى احضرها زوجها بالامس حتى عرفت ان السارق معين بسيسوو فصممت على ابلاغ البوليس لكن عباس الاسوانى اوقفنى واستنكر دخول البوليس فى الموضوع وقال لى عاوز تسجن شاعر فلسطينى علشان قطة .

 


كنت معجبا بمعين واحفظ شعره واردده فكان يصور كل حزن وضنى وانين الشعب الفلسطينى وقصائده فى غزة تدمى القلب .
جاءنى معين بسيسو معتذرا واعترف بسرقة القطة وانه سرقها لجمالها وليهديها الى السندريلا الفنانة الرقيقة سعاد حسنى ،كما اعترف بأنه سرق من بيتى عصا كانت عبارة عن فرع شجرة تلقيته هدية من فنان كورى خلال زيارتى لبلاده عام1965 واعترف لى بأنه قدمها هدية الى الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل ، جاءنى معين بصحبة عباس الاسوانى وفى يده ماكينة حلاقة ذهبية فى صندوق من القطيفة لتقديمها لى ترضية واعتذارا ، وقبلت اعتذاره لكن لم اقبل ماكينة الحلاقة التى اشك فى انها مسروقة .


وعندما اصابه المرض زرته فى منزله فشكت لى زوجته المصرية بأنه لم يترك شيئا فى المنزل الا سرقه وأهداه للاخرين ..المهم انتهى الموضوع بفقدانى القطة وعودة زكريا الحجاوى لزيارتى بمنزلى .


الجريدة الرسمية