شبح الجوع يخيم على لبنان.. والخلافات السياسية تزيد من تعقيد الأمور
حاول رئيس لبنان ميشال عون، خلال الأيام الماضية عقد طاولة حوار في ظل ظرف صعب يعاني منه لبنان على مختلف الأصعدة، لاسيما الوضع الإقتصادي المتأزم وانهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار الأمريكي بشكل جنوني.
نجح عون بالفعل في عقد لقاء في القصر الجمهوري
ببعبدا، وسط مقاطعة شريحة كبيرة لمجرياته، هم رؤساء الحكومة السابقون، تيار المستقبل
الذي يرأسه سعد الحريري، حزب القوات اللبنانية الذي يرأسه سمير جعجع، حزب الكتائب برئاسة
سامي الجميل، تيار المردة بقيادة سليمان فرنجيه المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في
الدورة الجديدة، و أيضاً رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل.
ويعتبر المقاطعون أن الوضع في لبنان يحتاج
إلى قرارات جريئة لا إلى حوارات، فيما دعا بعضهم، ومنهم سمير جعجع، الطبقة الحاكمة
في البلاد إلى التنحي.
ورأى رئيس لبنان أن "هناك من يستغل غضب الناس ومطالبهم المشروعة، من أجل افتعال العنف والفوضى لتحقيق أجندات خارجية مشبوهة، بالتقاطع مع مكاسب سياسية لأطراف في الداخل".
وقال في كلمته: كنت آمل أن يضمّ هذا اللقاء
الوطني جميع الأطراف والقوى السياسية، فالسلم الأهلي خط أحمر، والمفترض أن تلتقي كلّ
الإرادات لتحصينه، فهو مسؤولية الجميع ، لافتاً إلى أنّ ما جرى في الشارع في الأسابيع
الأخيرة، لاسيما في طرابلس وبيروت وعين الرمانة، يجب أن يكون إنذاراً لنا جميعاً للتّنبه
من الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية.
وأضاف عون: لامسنا أجواء الحرب الأهلية
بشكل مقلق، وأُطلقت بطريقة مشبوهة تحركات مشبعة بالنعرات الطائفية والمذهبية، وتجييش
العواطف، وإبراز العنف والتعدي على الأملاك العامة والخاصة وتحقير الأديان والشتم،
كحق مشروع للمرتكبين".
أما رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب فقال
في كلمته إن "البلد ليس بخير"، وسأل:"كيف يمكن أن يكون الوطن بخير وهناك
مواطن يجوع؟!". وأضاف دياب:"العلاج هو مسؤولية وطنية، ليس فقط مسؤولية حكومة
جاءت على أنقاض الأزمة".
ودعا دياب أن يكون لقاء بعبدا "بداية عمل وطني
واسع تنبثق عنه لجنة تتابع الإتصالات تحت قبة المجلس النيابي، على أن ترفع توصيات إلى
هذا اللقاء مجدداً برعاية فخامة رئيس الجمهورية".
في المقابل، كان اللافت موقف رئيس لبنان
السابق ميشال سليمان، الذي شن هجوماً حاداً على حزب الله، الذي يشارك في الحوار من
خلال رئيس كتلته البرلمانية، فقال سليمان إن "حزب الله نقض الإتفاقات ما حال دون
تنفيذ تعهدات الدولة وتسبب بعزلتها القاتلة وبفقدان مصداقيتها وثقة الدول الصديقة وأهلنا
في الانتشار والمستثمرين والمودعين والسياح ما ساهم في تراجع العملة الوطنية".
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية طاحنة، أدت لخروج
مظاهرات في الشوارع بعد انهيار سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي.
وألقى المحتجون باللوم على "الطبقة
الحاكمة"، مؤكدين أن القرار اللبناني "مختطف" لصالح المجموعات المتحالفة
مع حزب الله وحركة أمل.
وكان لبنان قد أعلن رسمياً، في مارس الماضي،
عن عدم قدرته على سداد ديوانه، فيما حذر رئيس الحكومة اللبنانية، في خطاب وجهه إلى
المواطنين، وبثه التلفزيون اللبناني، من وصول احتياطي لبنان من العملة الصعبة إلى
"مستويات خطرة".
وجاءت أزمة كورونا لتزيد الضغط على الاقتصاد
اللبناني الذي يعيش مرحلة خطرة، فيما تتواصل الأزمات السياسية التي فجرت موجة غضب شعبي
قبل أشهر، وسط مطالب واسعة بالتغيير واستعادة القرار اللبناني لضمان مصالح جميع اللبنانين
بعيداً عن فرض الأمر الواقع بقوة السلاح الذي يتحكم فيه حزب الله اللبناني.