أثرياء الأزمات!
بعد أن قفز فيروس كورونا من أعلى سور الصين
العظيم متوغلاً شرقا وغربا شمالا وجنوبا لم تسلم الكثير من الدول من الممارسات الإحتكارية
التى أرتكبها سماسرة الأزمات من أجل تحقيق ثراء سريع ليس فقط فى مجالات الكمامات والقفازات
والمواد المطهرة بل فى الصناعة الأكثر التصاقا بالأزمة وهى صناعة الدواء.
الرسالة الإعلامية فى زمن الكورونا!
زيارة واحدة بقدميك لعدة صيدليات ستكتشف
أن الكولونيا الـ 555 التى كانت تعلوها الأتربة فى أرفف الصيدليات لم تعد متاحة بعدما
تكالب الناس على شرائها وتخزينها وبعدما وصل حجم مبيعاتها 3 مليارات فى 3 شهور، كما أن
الأدوية التى تضمنها بروتوكول العلاج لم تعد معظم أصنافها متوافرة فى الصيدليات.
أخبرني صديق أن الكثير من مصنعي حفاضات
الأطفال أتجهوا لتصنيع الكمامات لتشابة الخامات، وأن كثيرا من مصانع الشرابات والترزية اتجهوا لصناعة الكمامات القماشية، وللأسف ليس كل ما هو متاح فى السوق يخضع لمواصفات
طبية.
تبا لهؤلاء الذين يبنون ثرواتهم على أنقاض
حياة البشر ومشاعرهم الإنسانية، تبا لهؤلاء الذين يزيفون فى مصنوعاتهم، تبا لهؤلاء
الذين يحتكروا المستلزمات الطبية ، تبا للغشاشين والمحتكرين ولاثرياء الحروب والازمات.
إن الرقابة لم تعد ترفاً فى ظل أزمة يعاني
منها الجميع وفى ظل تزايد أعداد المصابين على المستوى الدوى والمحلي، كما ينبغي إتباع
الإجراءات الإحترازية المعمول بها وعدم ترك الموضوع للفهلوة والإتكالية.
إن أصوات أبواق الإعلام التى لا تنقطع بإشارات
تحذيرية وتوعوية لابد أن تؤخذ مأخذ الجد دون إفراط أو تشكيك، كما ينبغي أن تستمر التوعية
الأسرية دون ملل، وعلينا أن ندرك أن الجلوس فى المنزل لأيام أو حتى شهور أفضل من البحث
عن سرير داخل أروقة المستشفيات.
لن يستطيع أحد أن ينكر تأثير أزمة كورونا
على الإقتصاد العالمي وتأثيرها المباشر على قائمة أثرياء العالم وكيف أستطاعت أن تحدث
حراكا ملموسا فى ترتيب القائمة فوفقا لفوربس تراجعت ثروات 51% من أثرياء العالم المدرجين
فى قائمة الأثرياء العام الجاري بواقع 700 مليار دولار، وحققت شركات التسويق الاون
لاين مكاسب هائلة خلال تلك الفترة.
نعم كل أزمة مستفيد ولكل أزمة متضرر وأملنا أن تنتهي
الأزمة فى أقرب وقت