رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الرقابة الإدارية شكل تاني

بالأمس كان أعضاء هيئة الرقابة الإدارية على موعد مع الاحتفال بالعيد السادس والخمسين لإنشاء هيئتهم واعتمادها ركنا أساسيا ضمن النظام الحاكم في البلاد، بقرار من الرئيس الأسبق الراحل جمال عبدالناصر وفق مهمة أساسية هي محاربة ومواجهة الفساد.

 

بيد أنه ولظروف وأحداث عديدة مختلفة سيتوقف َالكثير من كتاب التاريخ عندها وتحديدا في يونيو من العام 1980م تم حل الهيئة، ولمدة عامين خرجت من العمل تماما إلى أن تم إعادتها للحياة السياسية والنظام العام للحكم في يونيو أيضا من العام 1982، ليصبح ذلك الشهر أيقونة في تاريخ الرقابة فمن الإنشاد إلى الإلغاء ثم إعادة منحها روح الحياة والعودة لاستكمال دورها البناء وبقوة.

 

الرقابة الإدارية.. هيرو ٢٠١٧

  
سنوات عديدة مرت على أعضاء الرقابة الإدارية لم يكن في قاموس عملهم اليومي سوى مجابهة الفساد والقبض على الفاسدين بما يمثل واجب شبه يومي اعتاد الجميع داخل أركان تلك الهيئة على أدائه إلى أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام قيادة حكم البلاد لتختلف الصورة تماما في عمل أعضاء الهيئة، خاصة بعد ما قدمته سياسات الرئيس من دعم لهم أكثر بتغيير القانون الخاص بالهيئة ونقل تبعيتها لرئيس الجمهورية مباشرة وغيرها من الآليات التي منحت عضو الرقابة القوة لمواجهة الفساد بشتى صوره وأنواعه..

 

فقد كانت التعليمات الرئاسية إنه لا مهادنة ولا مجاملة مع أي مسئول مهما كان وبالفعل كانت الترجمة لتلك التعليمات والإجابة من قبل أعضاء الرقابة بتوجيه ضربات قوية لمسئولين ووزراء وقعوا في شباك الجريمة فرصدتهم أعين وأذن رجال الرقابة وتم اقتيادهم للمحاكمة وفق القانون.

 وفي 30 أغسطس قبل عامين أراد أيضا الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يكون للرقابة الإدارية شكل مختلف وتطور مذهل في عملها وفق رؤية جديدة في العمل بالهيئة فكان ذلك باختيار اللواء شريف سيف الدين ليتولى مهام قيادة سفينة الرقابة، وبالفعل أبحر الرجل بها في العديد من المناطق التي لم يجرؤ أيا من رؤساء الهيئة على الدخول فيها أو الاقتراب منها..

 

 الرقابة الإدارية تضبط مسئولين بالضرائب والإسكان برشوة

 

فلم يقتصر عمل الرقابة على ضبط قضايا الفساد بل زادت مساحات التوعية للمواطنين من الوقوع في المخالفات والغرق في بحر الفساد مايعكس فكرا مختلفا لرئيس الهيئة، الذي يعي بالفعل مهام المنصب الموكل إليه، فأعداد ضباط الرقابة مهما بلغت لن تكون الحل الوحيد لمكافحة الفساد في شعب تعداده السكاني مثل بلدنا الحبيب مصر، ولذلك اتجه الرجل إلى تكثيف الحملات الإعلامية التوعوية ضد الفساد وجرائم الرشوة..

 

 

وانتجت الهيئة لأول مرة كم كبير من المواد التي تشرح الأمر وتم بثها في الإذاعات والقنوات والسوشيال ميديا كما إهتم سيف الدين بتوسيع دور أكاديمية مكافحة الفساد وباتت الدورات فيها لجميع الموظفين بشتى هيئات ووزارات الحكومة متاحة وبشكل مستمر دون توقف إلى جانب مساهمة الرقابة في مشروعات عديدة هامة على رأسها التحول الرقمي وحل العديد من مشكلات المستثمرين الأجانب في مصر.

 

القبض على تجار مستلزمات طبية وأمين مخزن متلبسين ببيع جهاز تنفس صناعي
كل تلك النجاحات لرئيس الرقابة تجعله واحدا من أفضل الذين جلسوا على كرسي قيادة الهيئة غير أن الأفضل على الإطلاق في ملف إدارة سيف الدين هو الوعي الكامل من جانبه بضرورة استيعاب كل مسئولي الدولة فكر الرئيس السيسي في عودة علاقات مصر لقوتها مع الأشقاء في الدول العربية وأفريقيا  في شتى المجالات..

 

فكان تحرك سيف الدين سريعا في ذلك الأمر بأن تم عقد لقاءات وبرتوكولات عديدة أعلنت عنها الهيئة مع الكثير من هيئات مكافحة الفساد في دول عربية و إفريقيا وحضور الكثيرين منهم دورات في مصر، بالإضافة إلى مشاركة هيئة الرقابة الإدارية في مؤتمرات دولية كلها تدعم عملية مجابهة الفساد مما لا يدع مجالا للشك أن الرقابة الإدارية على الطريق الأفضل من حيث الأداء والتطور ..

 

 

وأن رجالها بحق لهم كل التحية ليس فقط في ذكرى عيدهم بإنشاء الهيئة بل في كل وقت بما يقدمون من نجاحات عديدة بعيدا عن الشو الإعلامي، أو الظهور في وسائل الإعلام المختلفة والاكتفاء ببيان مقتضب دائما للإعلان عن القضايا المضبوطة دون أية أسماء.
وعلى الله قصد السبيل

الجريدة الرسمية