كيف يواجه الغلابة في بيوت الطين بقنا فيروس كورونا عند العزل المنزلي؟ | صور
عند الدخول إلى قرية أو نجع في صعيد مصر تجد البيوت متلاصقة ، مشيدة بالطوب اللبن تنير بلمبات الجاز ، أساسها من البوص والجريد ، مكونة من غرفة أو غرفتين " وهذه كانت الأزمة الكبرى في ظل انتشار جائحة كورونا والمطالبة بالعزل المنزلي للغلابة والبسطاء في تلك البيوت صعبة المعيشة وليس العلاج .
"فيتو" ترصد لكم معاناة أهالي قرى ونجوع محافظة قنا في زمن
الجائحة مع العزل المنزلي .
بيوت الغلابة
الجميع هنا يعيش في محبة وسلام ويتذكر كلمات الحمد والشكر لله ، وحتى
عندما انتشرت جائحة كورونا رفعوا أيديهم للسماء وطالبوا الرب بالرحمة وهم في أقسى
وأصعب الظروف .
وقال صابر محمود علي ، أحد قاطني قرى مركز نقادة ، "إن البيوت هنا بهذا
الشكل والمعيشة الصعبة للبسطاء والغلابة فكيف لبيوت بهذا الشكل أن يعيش
بها مرضى مصابون بفيروس فتاك دون أي رحمة بهم".
و"طالبوا بتغذية معينة وتهوية في بيوت لا ترى الشمس وأغلب حياة هؤلاء أمام تلك البيوت يعني في الشارع بالبلدي وهما بيستخدموا الجردل والجراكن للاستخدام اليومية في المنزل والصنابير موجودة في مدخل القري والنجوع ، يعني كارثة بكل المقاييس".
وندد يحيى منصور صبري علي ، أحد أبناء مركز قوص ، أن هذه الفكرة يصعب
تطبيقها وبخاصة في قري ونجوع المراكز التي لم تدخلها مرافق حتى اليوم قائلا
"عاوزين ناس تتعزل في بيوت لا يوجد بها مياه ولا كهرباء بالإضافة إلى ضعف
إمكانيات تلك البيوت وعدم صلاحية لتكون بيئة طبية للعزل المنزلي وحتى يخرجوا للشمس
عليهم الخروج للشارع والمارة الذين سوف يتعرضون للإصابة كل هذه الأمور يجب أن تكون
نصب عين المسئول الذي اتخذ قرار العزل المنزلي للحالات بكافة درجاتها فالكثير منها
يتدهور بسبب قلة الإمكانيات والبيئة غير الصحية وترتفع حالات الوفيات فأغلب الحالات
تتوفى قبيل وصول سيارات الإسعاف وآخرون قبل المستشفى .
من زمن فات
وأكد علي جمال محمود ، أحد أبناء مدينة دشنا ، أن هذه البيوت كانت من
قديم الأزل وتوارثناها عن آبائنا وأجدادنا ، وللأسف أغلبها لا يصلح للسكن الآن فكانت
في الماضي جميع البيوت واحد ولكن هذه الأيام اختلفت كثيرا عن ذي قبل وهناك أبراج
وبيوت مسلح بجوار هذه البيوت البسيطة ، ورغم هذا قاطنو هذه البيوت يعيشون في محبة
ورضا ولم يشتكوا يوما ولكن عندما تطالبونهم اليوم بمواجهة فيروس قاتل فهذا ليس
عدلا.
وأشار محمد سلمان جاد ، أحد أبناء الوقف، أن البيوت القديم تقع
أغلبها في حارات ضيقة وأغلب البيوت ملاصقة جدا لبعضها البعض وهذا يعني انتشار
الفيروس بشكل كبير عندما يتم عزل مريض بالمنزل البسيط وهناك من لديه القدرة على
التحمل وآخر لا يقدر أو حسب المناعة وهذه إشكالية كبرى .
وسردت صبرية أحمد
محمود ، سبعينية العمر ، في نقادة ، أننا نعيش في تلك
البيوت منذ خلقنا على الأرض ومهما كانت الصعاب
سوف نظل صامدين قائلة "يعني كل اللي حصل لينا وشوفناه من أوبئة وأمراض وحروب مأثرش فينا جات على كورونا ده.. ربنا يسلم حنروح فين".
بيوت الوباء
وقال محمود سيد محمد ،
أحد أبناء مدينة قوص إنه في الماضي عند إصابةبيت بالوباء كانت
توضع عليه علامة لحماية المارة ومنع
نشر الوباء واليوم يتم الإشارة إلى المنزل بوجود مصاب كورونا بالإشارة عليه من
خلال وضع المصدات الحديدية أو إغلاقه.
واستطرد يحيى علي صابر قائلا "الكثير من البيوت التي يدخلها الوباء بقت عار وتغير فكر
الناس والكل أصبح يعير بالمرض حتى إن
البعض يخفيه خوفا من نظرات الناس له عكس الماضي تماما وبالطبع الكارثة أصبحت كبيرة
ولم يعد هناك مؤشر للانتهاء منها".
جهود مؤسسات المجتمع المدني
نسمع كثيرا عن دور تلك المؤسسات في توفير بيوت صحية للمواطنين وخاصة
في ظل تلك الجائحة .
قال حسين الباز ، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة ، قمنا
بالعديد من المبادرات التي من شأنها توفير اسقف وإعادة بناء المنازل واعمارها
لتكون بيئة آمنة لهم .
أعمال الصحة
هذه الأمور جعلت الكثير من مسئولي الصحة بمحافظة قنا يتخذون قرارات
عدة من شأنها التقليل من عدد الوفيات والإصابات وتوفير أسرة للمصابين.
في البداية أمر اللواء أشرف الداودي محافظ قنا ، بفتح مستشفيات
المحافظة لاستقبال جميع المواطنين لإجراء الكشف الطبي عليهم وإجراء كافة الفحوصات
مجانا فضلا.
ووفر الدكتور راجي تواضروس ، القائم بأعمال وكيل وزارة الصحة
بالمحافظة ، عدد من الأسرة بمختلف مستشفيات المحافظة ، بالإضافة العلاج عن طريق
البلازما خلال الفترة المقبلة .
وهناك لجنة تمر على المستشفيات بشكل يومي لعمل تقرير كامل عن كميات
الأدوية الموجودة والاحتياجات المطلوبة وفقا لمعدلات الاستهلاك الحالية موجها
بضرورة توفير مخزون استراتيجي من الأدوية لسد الاحتياجات المستقبلية للمرضى حتى
تتمكن من تلبية الاحتياجات وتوفير الشنط الخاصة بعلاج حالات العزل المنزلي
والمخالطين بكافة القرى والمراكز .