سليمان نجيب يستعرض شخصيات فى حياته
فى مجلة "الاثنين والدنيا" عام 1934 كتب الفنان سليمان نجيب موضوعا بناء على طلب من الكاتب الصحفى مصطفى أمين، رئيس التحرير، يستعرض فيه رأيه فى بعض الشخصيات الفنية والأدبية والسياسية ممن كان لهم أثر كبير فى حياته، فقال فى سطور قليلةعن كل شخصية:
محمد عبد الوهاب: موسيقى عظيم خلق لنفسه ولفنه مركزا مميزا، هو وديع هادئ محترم يستطيع أن يصل إلى اكثر ماهو فيه لكن هناك أمورا تحكمه.
يوسف وهبى: هو مثال للنظام وحسن الإدارة والكفاءة التمثيلية فى مسرح رمسيس إلا أن حب الشهرة جعله متخبطا ودفعه إلى الهرجلة.. وأرجو ان يعدل مساره ويركز فى المسرح مهما كلفه ذلك كسابق عهده.
توفيق الحكيم: أرتاح كثيرا لقراءته إذا كتب لغير غرض أو منفعة، وخير ما فعل هو أنه تحرر من وظيفته الميرى فى نظارة المعارف، ولعله فى حريته واعتكافه الاخير كتب خيرا من "أهل الكهف" و"سر المنتحرة".. أحب منه وداعته وأكره منه سرحانه.
فكرى أباظة: زميل الدراسة ولذلك هو يعتبر صدى بالنسبة لمرحلة التلمذة الذى أفخر بصداقته، وهو زميل ايضا فى حزب العزوبية، كما يفخر مجلس النواب بعضويته ولباقته وشجاعته واستعداده، لايعرف لوقته ولا لماله ثمنا يضعها كلها تحت تصرف أصدقائه ومريديه وياليته يعمل حسابا للزمن بعد أن تعدينا الخمسين.
محمد التابعى: زميلى القديم فى مدرسة الحقوق، صحفى لماح بحبوح فى سعته، لا يعرف للمادة قيمة، كان جريئا له وزنه، عصبى ونرفوذ فى أحيان كثيرة لكنه فى النهاية وديع تحبه النساء حتى أصبح اميرا فى مملكة الغرام.
كامل الشناوى: كأديب ممتع وجليس أمتع، لا يمل حديثه، لبق متحدث إلى حد مخيف وأكول شره حتى تضخم كرشه أمامه.
فكري أباظة يكتب: عاش الجيش وتعيشي يا مصر
هدى شعراوى: سيدة جميلة مهذبة، الغدير العذب الذى يسقى الغابة فى سكون، هي اليد الكريمة التى تعطى دون أن تأخذ، هي الذوق الحسن بجميع نواحيه، جرأة قوية لا تهتم بأى عوائق امامها، هى منقذة الجنس اللطيف فى مصر ومحررته.
وأخيرا على زيوار باشا: مستشار، محافظ، وزير مفوض ورئيس لمجلس الشيوخ ورئيس للوزارة ورئيس للديوان الملكى.. خدم البلد فى أحلك الأوقات، وسيثبت التاريخ ذلك، ذمته طاهرة، جرأته نادرة، كرامته هى أهم ما يحافظ عليه.. وهو من أكثر الناس كرها لذكر صفاته ومحاسنه.