رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا تحولت منافع سد النهضة إلى تهديدات خطيرة للسودان

سد النهضة
سد النهضة
أوضح الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية سر تحول منافع سد النهضة الإثيوبى إلى تهديدات خطيرة على السوادن.


وقال رسلان، أن النيل الأزرق هو خط الحياة لمعظم سكان السودان البالغ عددهم 40 مليون نسمة، حيث يخدم 70٪ من الأراضي المروية في الدولة، وبالتالي فهي تمثل قلب الأنشطة الزراعية التي يعتمد عليها سكان البلاد واقتصادها إلى حد كبير.

وأضاف، لدى سد النهضة القدرة على إحداث آثار إيجابية وسلبية على السودان. ومع ذلك، ومن أجل تحقيق الآثار الإيجابية، ولتخفيف الآثار السلبية، يجب أن يكون هناك اتفاق قائم مع إثيوبيا حول الكيفية التي تنوي بها تعبئة وتشغيل السد وإلا فإنه يمكن أن يسبب مخاطر كبيرة على السودان . 

وبين أنه على الجانب الإيجابي، فإن معظم الآثار الإيجابية المحتملة ستنجم عن تنظيم تدفق المياه للنيل الأزرق، والذي بدوره سيسيطر على الفيضانات السنوية خلال موسم الأمطار، ويمكّن السودان من إدارة نظام الري بشكل أفضل. كما أن تنظيم التدفق سيزيد من قدرة توليد الطاقة الكهرومائية من محطات الطاقة الكهرومائية الموجودة.بالاضافة إلى عمر أطول للسدود الموجودة في السودان ع انخفاض الطمى والوفورات في تكاليف الضخ وتعزيز عمق الملاحة.

وأشار إلى أنه على الجوانب السلبية، سوف يغير نظام السد تمامًا نظام تدفق النيل الأزرق من خلال تسطيح هيدروغرافه. ومع حجمه الضخم، فإن السد يطرح آثارًا سلبية كبيرة على السودان إذا لم يتم تصميمه وتركيبه وتعبئته وتشغيله بشكل صحيح.

ولفت رسلان إلى أن هذه الآثار تتراوح من تهديد حياة وسلامة الملايين من المواطنين السودانيين الذين يعيشون مباشرة في اتجاه مجرى النهر، تهديد السلامة التشغيلية للسدود السودانية، وللنظام الزراعي في سهل الفيضانات في البلاد، وللآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على طول النيل الأزرق والمصب في النيل الرئيسي.

لذلك، في حين أن السودان يعترف بحق إثيوبيا في تطوير مواردها المائية لصالح مواطنيها ورفاههم، فمن الحيوي أن تفعل إثيوبيا ذلك مع ضمان معالجة أي آثار سلبية محتملة وتخفيفها بشكل صحيح، بالتشاور والتنسيق الوثيقين مع الدول النهرية.

واستطرد: هكذا فمن الناحية العملية فإن السلوك الاثيوبى المتعنت بشدة فى المفاوضات منذ البدايات الأولى ، قد أفضى فى نهاية الأمر إلى تهديدات فعلية وقوية للسودان وليس فقط مصر ، عن طريق رفضه القاطع لتوقيع اى اتفاق ذا صبغة قانونية ، ومن ثم ضربه عرض الحائط بكل المخاوف السودانية، بعد أن تمكن طبعا من البناء، وكشف عن نواياه الحقيقية فى الهيمنة على المجرى المائى.

الجريدة الرسمية