رئيس التحرير
عصام كامل

هو لازم يعنى يوم 30 ؟


يبدو الوقت طويلا حقا على المصريين، رغم ما يحدث حولنا كل يوم من أحداث سريعة يبدو الوقت طويلا، معارك في طنطا ودسوق ودمنهور وكفر الشيخ والإسكندرية وغيرها بين عناصر من الإخوان المسلمين ومن يساندهم من المتأسلمين، وبين شباب الثورة وفي القلب منهم شباب حركة تمرد الذين أصبحوا تقريبا كل شباب مصر يتدخل الناس العاديين لحماية شباب تمرد وشباب الثورة وتحدث مطاردة لعناصر الإخوان في الشوارع، ويهاجم هؤلاء بدورهم ثم يهرعون يحتمون بالمساجد، ويصمم الناس على إخراجهم منها كما حدث في الإسكندرية.


ويخرج علينا شيوخ الظلام بعد كل خناقة ينهزم فيها الإخوان ليعلنوا حرمة الدم، ولا يفعلون ذلك أبدا حين ينتصر الإخوان ومن حالفهم. كأن حرمة الدم في الإسلام تخص الإخوان فقط وكأن الشعب رخيص الدم ويخرج نفس شيوخ الظلام يحرمون الخروج على الحاكم ويحرمون الحشود ضد الحاكم بينما يحشدون هم ضد الشعب. حلال حشودهم وحرام حشود الثوار. ويأتي حشد رابعة العدوية ليصل إلى قمة الفجاجة.

ففضلا عن حشد أعضائهم من المغيبين بالسمع والطاعة يحشدون الفقراء بالمال والأكل كالعادة، وأضافوا اليهم هذه المرة في عملية من أقذر العمليات حشود السوريين الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم إذ راحوا يجمعونهم من مدينة 6 أكتوبر وغيرها نظير ثلاثين جنيها ووجبة. تجار عبيد أو يشتهون تجارة العبيد. ويسخر لهم التليفزيون المصري وإذاعاته وطبعا قنا الجزيرة كل الأوقات بأموال طائلة تضيع في الكذب عن الملايين التي نزلت إلى ميدان رابعة العدوية. والحقيقة أنه ليس بميدان بل تقاطع شوارع لا يتسع لأكثر من خمسة عشرة ألفا وبالزحام عشرين ألفا وبالشوارع الجانبية خمسين ألفا.

لقد صرح مدير أمن القاهرة بأن الحشود وفقا للتصوير من أعلي لا تتجاوز خمسة عشر ألفا لكن نحن نتكلم بكرم كبير لنصل بها إلى خمسين ألفا. وتزيع فضائياتهم البلهاء وإذاعاتهم الأكثر بلاهة أنهم ثلاثين مليونا وخمسة وعشرين مليونا وهكذا. ولحظة بلحظة يأتي الفيس بوك وتويتر بكل الحقائق التي تشي بالخيبة الكبيرة التي أكبر علاماتها التهديد بالقتل للثوار للشعب المصري طبعا. والتهديد بحرق البلاد وتهديد الجيش وسب رجاله باعتباره عندهم جيش 5 يونيو وليس جيش6 أكتوبر.

بل التهديد بحل المحكمة الدستورية حتي لا يكون رئيسها بديلا لمرسي بعد خروج مرسي وسب المحكمة التي احتاروا فيها فقلصوا عددها تخلصا من السيد الفاضلة تهاني الجبالي ثم يريدون التخلص منها الآن كلها. لغة عدائية تأتي على ألسنة رجالهم مثل محمد البلتاجي وصفوت حجازي وعاصم عبد الماجد وغيرهم. كلام من خارج الزمن يصل في المبالغة إلى السماء لأنهم يشعرون بالضعف والخوف من 30 يونيو. يشعرون أن الأرض حقا تهتز ولا يعترفون بأي خطأ.

هكذا الطوائف الدينية حين تعمل بالسياسة لا يرون غير أنفسهم. لا شعب غير رجالهم ولا معني للوطن. الوطن لهم فقط وهم مستعدون لأجله قتل الشعب كله فهم المؤمنون والباقون كفار رغم مضي عام كامل لم نر فيه منهم غير الكفر. الكفر بالثورة والكفر بالشعب وبالشهداء وحقوقهم. بل ازادوهم وحققوا الرقم القياسي لأي رئيس منتخب إذ قتلوا مائة من الشباب في عام واحد وسجنوا أكثر من ثلاثة آلاف وعذبوا وسحلوا ولا أحد يعرف أين تذهب ثروات البلاد فصار الفقر يمشي في الشوارع مع الناس. والناس الذين رأيتهم هذا الأسبوع من غير المثقفين. على المقاهي التي جلست عليها وفي المواصلات التي ركبتها كانوا يسألون سؤالا واحدا هو لازم يوم 30 لسه حنستني عشر أيام لماذا لا يكون الخرج الآن.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.co
الجريدة الرسمية