رجال دولة أم باعة فلايات؟!
لا شك أن المؤتمر السري الذي عقده مرسي على الهواء مباشرة من أجل بحث قضية سد النهضة يشكل علامة فارقة في التاريخ المصري إذ إنه كشف بوضوح نوعية رجال الرئيس ومستشاريه كما أنه قدم تفسيرا لبعض الفوازير التي انتشرت في الفترة الأخيرة وكان من الضروري تقديم حل لها حتى لا نموت بحسرتنا.
هل تذكرون ذلك العبقري الذي اقترح ترويج إشاعة أن مصر ستحصل على طائرات من نوع (الوغد الطائر توأم طائر النهضة) فتخاف إثيوبيا وتكش وتوقف بناء السد وكفى الله الرئيس ورجاله شر التفكير والتدبير؟!
لعلكم أيضا تذكرون باعة الفلايات الذين كانوا يعرضون بضاعتهم في القطارات فيبدأ العرض بفلاية واحدة بربع جنيه قبل تخفيض السعر رويدا رويدا لتصبح الدستة كلها بربع جنيه ويا بلاش.
ولأن بعض رجال الرئيس كانوا إما باعة فلايات أو مساوك فقد اقترح أحدهم فكرة جهنمية على غرار طائرة الوغد وهي إطلاق إشاعة أن (إيران عرضت علينا ثلاثين مليار دولار ورعاية مساجد الفاطميين والحقونا يا رجالة مصر، ستتشيع وستسقط في يد إيران، ولئلا تموت الحرة ولئلا تأكل بثدييها، ادفعوا يا جماعة الخليج لتجدوا ما يسركم)
لذا جرى استدعاء النفيسي الكويتي وجرى تكليفه بإطلاق الإشاعة ظنا منهم أن الخلايجة سيأكلونها، إلا أن أحدا لم يخرج دفتر شيكاته ولا حتى أرسل صرة ولم تتحرك قلوبهم القاسية شفقة على باعة الفلايات لسبب بسيط هو أن هؤلاء السادة الأكارم باعوا كل ما لديهم من فلايات مقدما وقبضوا ثمنها عدة مرات وبات من المتعين سداد ما عليهم من ديون والتزامات.
دفع القوم مقدما ثمن الفلايات ليس مرة واحدة بل عشر مرات وفي كل انتخابات والآن جاء وقت رد الاستحقاقات.
لم يعد لدى باعة الفلايات ما يسددون به ديونهم إلا من لحم مصر الحي فكان قرار قطع العلاقات المصرية السورية (نهائيا جدا جدا)!! هو الأول من نوعه في التاريخ.
كأن سوريا لم تكن يوما ما دولة عربية ولا إقليمنا الشمالي وكأن مصالحنا فيها وروابطنا معها يمكن إلغاؤها بشحطة قلم أو شطحة عقل مختل يظن أنه ملك البلاد والعباد.
قرار يساوي بين مصير مصر وعلاقاتها ووجودها ودستة فلايات لا تزيد قيمتها على ربع جنيه يا زبائن.
كأن سوريا لم تكن يوما ما دولة عربية ولا إقليمنا الشمالي وكأن مصالحنا فيها وروابطنا معها يمكن إلغاؤها بشحطة قلم أو شطحة عقل مختل يظن أنه ملك البلاد والعباد.
قرار يساوي بين مصير مصر وعلاقاتها ووجودها ودستة فلايات لا تزيد قيمتها على ربع جنيه يا زبائن.