لعنة الحاكم رقم ١٣
بعد استبعاد الملك الرضيع فؤاد الثانى ابن فاروق، الذي لم يمارس حكمًا ولا مُلْكًا يكون محمد مرسى هو الحاكم رقم ١٣ بعد محمد على باشا مؤسس الدولة الحديثة في مصر، وهو الرقم المعروف الذي يشكَّلَ حالة انفعالية مشهورة عند الغربيين تعرف باللاتينية باسم (ديكتروفوبيا)، وهو الخوف والتشاؤم من الرقم ١٣، حيث ربطوا بينه وبين حلول الكوارث والمصائب والمحن.
وفى تاريخنا القديم شهدت بدايات الأسرة الثالثة عشر الفرعونية فجيعة احتلال الهكسوس لمصر، وفى عهد بطليموس الثالث عشر احترقت مكتبة الإسكندرية القديمة في أحداث مأساوية، وقد انهارت الدولة الأموية في عهد الخليفة الأموى مروان بن محمد، وهو الحاكم الثالث عشر بعد معاوية مؤسس الدولة، أما الخليفة العباسى الثالث عشر المعتز بالله فقد قتل في بغداد على يد الترك بعد أن خلعوه وصلبوه، فمات عطشًا سنة ٢٥٥ هجريًا، وانتهى عهد السلاطين الأيوبيين في مصر بالملك توران شاه الذي كان ترتيبه الثالث عشر بين ملوك الدولة الأيوبية، وقتله المماليك في فارسكور سنة ١٢٥٠م، وفى أوربا أُرغم ألفونسو الثالث عشر ملك إسبانيا على مغادرة البلاد عام 1931م، لتسقط البلاد في يد الجنرال الفاشى فرانكو، وفى عهد الرئيس الثالث عشر للجمهورية الفرنسية الثالثة وهو ألبير فرانسوا لوبيرون تم احتلال فرنسا على يد قوات هتلر النازية سنة ١٩٤٠، ليموت بعد ذلك إثر صراع طويل مع المرض في باريس.
وفى عهد الشيخ جابر الأحمد الصباح الأمير الثالث عشر في ترتيب حكام أسرة الصباح تم اجتياح الكويت واحتلالها، واضطر إلى الهرب للسعودية هو والكوايتة من خلفه، مخلفينً وراءهم سحابة من الدخان الأسود الخانق بعد تدمير وحرق الآبار فيها، وغطت سواحل الكويت بطبقة كثيفة سوداء من النفط مسببة كارثة بيئية غير مسبوقة في العصر الحديث.
إنها أمثلة محدودة من التاريخ - ومنها الكثير- تدمغ هذا الرقم بالشؤم والخراب، فماذا سيكون مصير مصر على يد حاكمها الثالث عشر؟، لقد مر عام على حكمه امتلأ بالكوارث والمصائب والمحن، ضعفت فيه مصر وتراجعت للخلف، وأصبحت مهددة في وجودها ومستقبلها، فهل من نجاة لها من هذه المحنة ؟... إن التعجيل بالحاكم الرابع عشر هو الحل!