رئيس التحرير
عصام كامل

"جيزى بارك" تنسف الحلم التركى فى الانضمام للاتحاد الأوربى.. والسلام مع الأكراد يصل لطريق مسدود.. جول: "صورة تركيا بنيناها فى10 سنوات وشوهناها فى 10 أيام".. وعلى أردوغان التوقف عن المراوغة

رئيس الوزراء رجب
رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان

الانضمام للاتحاد الأوربي والتوصل إلى حل للقضية الكردية يعدان من أكبر الخطوات التي يسعى إلى تحقيقها حكومة العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلا أن كلا الهدفين تسمم بفعل استنشاق الغاز المسيل للدموع في أحداث جيزي بارك بمدينة أسطنبول شمال غربي تركيا.


كان الاتحاد الأوربي لفترة طويلة يصف أعضاء حزب العدالة والتنمية بالمسلمين الديمقراطيين وفي نفس الوقت قدم دعمه للحكومة التركية لإنهاء نفوذ المؤسسة العسكرية على السلطة التنفيذية علاوة على إشادة الاتحاد في أكثر من مناسبة بدور حكومة العدالة والتنمية في السعي للتوصل إلى حل سلمي للمسألة الكردية وفي نفس الوقت الوصول إلى استقرار اقتصادي في البلاد.

ولم يقطع الاتحاد الأوربي تواصله مع الحكومة التركية رغم العديد من السلبيات ولكنه أعرب عن استيائه مؤخرا بعد استخدام قوات الشرطة التركية للقوة المفرطة ضد المتظاهرين في عدد من المدن وعلى رأسها ميدان تقسيم بوسط أسطنبول.

ونظر العالم بشكل غير إيجابي إلى تركيا على خلفية الأحداث التي صاحبت التظاهرات بعد أن بدأت الحكومة التركية في رفض الانتقادات الموجهة لممارسة الشرطة العنف المفرط والعمل على إسكات وسائل الإعلام وفرض حصار على المواقع الإلكترونية ورد الحكومة التركية على هذه الانتقادات والتحذيرات بصورة متصلبة وسلبية وبشكل لفت أنظار دول العالم.

ووصلت علاقات تركيا مع الاتحاد الأوربي بعد أحداث حديقة جيزي بارك إلى مرحلة عصيبة حيث ذكرت صحيفة ميلليت مؤخرا أن هذه العلاقات على وشك أن تنتهي صلاحيتها واستشهدت بتصريح الرئيس عبدالله جول الذي أكد للصحفيين أن "صورة تركيا استغرقت عشر سنوات لبنائها وعشرة أيام لتشويهها".

وأعلن الاتحاد الأوربي تأجيل قراره النهائي للبت في موضوع فتح الفصل الثاني والعشرين في مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد إلى الرابع والعشرين من يونيو الجاري بناءً على تحفظات ألمانيا وهولندا.

وذكرت صحيفة "زمان" أن ألمانيا وهولندا اتخذتا هذا الموقف جراء النتائج السلبية على خلفية تبادل التصريحات بين الجانبين حول أحداث حديقة جيزي بارك.

أما فيما يتعلق بقضية الأكراد والخطوات التي اتخذتها حكومة أردوغان للتوصل إلى السلام والحل للمسألة الكردية فيبدو أنها أيضا اعتراها التعب والإنهاك، فالمؤتمر الأخير للأكراد في مدينة ديار بكر جنوبي تركيا وتصريحات قياديي حزب السلام والديمقراطية الكردي شديدة اللهجة مقابل اللهجة القومية لحزب العدالة والتنمية يمثل دلالة على أن عملية السلام بدأت في التراجع.

وانتقد الرئيس المشارك لحزب السلام والديمقراطية صلاح الدين دميرطاش إجراءات الحكومة التركية، مشيرا إلى أن عملية السلام وصلت إلى طريق مسدود بعد أن "بدأت الثقة تتقلص طالما تتبع حكومة أردوغان أسلوب المراوغة".

وقد استفزت تلك التصريحات الصحف ذات الاتجاه القومي حيث قالت صحيفة غونيش المقربة من حزب الحركة القومية بزعامة دولت بهتشلي وهو من أكبر الأحزاب المعارضة لعملية السلام الجارية بين الحكومة التركية والأكراد: إن التطورات التي تمر بها تركيا بدأت من مرحلة المفاوضات من أجل التوصل لحل للقضية الكردية.

وأخيرًا بدأت أحاديث تظهر عن شمال كردستان مطالبة للمشاركين في مؤتمر اتحاد شمال كردستان في البيان الختامي الصادر بمنح عبد الله أوجلان الحرية أو إطلاق سراحه وجميع "الأسرى" على حد وصف البيان.

وذكرت صحيفة" وطن" أمس الجمعة أن قياديي حزب العدالة والتنمية يعتقدون أن أحداث حديقة جيزي بارك هى أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انخفاض شعبية حكومة أردوغان على ضوء نتائج استطلاع الرأي الأخيرة المعدة من قبل مركز البحوث الاجتماعية "متروبول" لحساب صحيفة زمان الموالية لحكومة أردوغان، مضيفة: أنه ليست هناك فائدة بعد الآن بتذكير أردوغان بالتوقف عن لعب دور المظلوم وكلامه عن سجنه وحرمان النساء من ارتداء الحجاب.

والنتيجة لكل ذلك على ما يبدو هو ضياع طريق الانضمام للاتحاد الأوربي وعملية السلام مع الأكراد جراء أحداث جيزي بارك.
الجريدة الرسمية