توقعات 30 يونيو
من المؤكد أن يوم 30 يونيو سوف يكون يوماً من أصعب الأوقات التى تمر على مصر، وسوف يكون اليوم الذى لا ينسى لأن ما سيحدث فيه سوف يكون دامياً .. ذلك ما يتوقعه الكثيرون بالتأكيد لأن كل مقدمات ومعطيات الموقف الحالى تشير إلى ذلك وتؤكده..
حالة التوتر وحالة التعصب وكذلك حالة الفوضوية وعدم التوافق ما بين الشعب يؤدى الى هذه النتيجة.. وأي من القوى والتيارات السياسية التى تعد فى حالة تطاحن وتناحر وصراع على السلطة السياسية، وفى ذات الوقت فإن الرئاسة أيضاً ليست لديها ذلك القدر من الاستجابة الذى يمكن أن يوحى أو يجذب هذه القوى السياسية لكى تندمج فى العملية السياسية، ولكى يتمسك بالنظام السياسى وترى أنه فيه قدرا من تحقيق مصالحها ..
ولكن ذلك ما لم يحدث، بل رأت القوى السياسية أن هناك نوعا من الاستحواذ على السلطة وأيضاً الإقصاء لبقية القوى السياسية، فحدث الشقاق والخلاف والتوترات السياسية.. وصارت هناك حالة من التطاحن والتشاحن وأهملت القضايا الرئيسية وعلى رأسها المشكلة الاقتصادية التى كان يجب أن تكون على رأس أولويات الإخوان، ولكنهم قد أهملوها أو أنهم لم يجدوا الوقت لها وكذلك العديد من الملفات الأخرى الهامة التى كانت تعد بمثابة نجاح وعوامل فشل، ومنها الملف الأمنى الذى لم يحاول أحد أن يفصله عن الملف الاقتصادى..
إذ أن هناك ارتباطا ما بين الاثنين، فالآن شرط أساسى للاستقرار الذى يعد المدخل الرئيسى للتنمية الاقتصادية.. وتدفق الاستثمارات لذلك لم يكن من الغريب أن تصل مصر إلى ذلك الحد من الانهيار الاقتصادى والذى عبرت عنه أو صاغته تلك الأزمات الاقتصادية المتعاقبة، وهى ارتفاع الأسعار وكذلك نقص العديد من المواد الغذائية الأساسية التى ارتفعت أسعارها واختفاء البعض منها الذى يستخدمه ما يزيد على 80% من الشعب وهى الزيت والسكر والأرز، كل ذلك قد قاد إلى ما يعرف بحركة تمرد التى يعتبرها أصحاب الفكرة نوعا من محاولة استرداد الثورة التى سرقت على حد تعبيرهم وذلك لن يكون إلا بإنهاء حكم الإخوان، وهنا سوف نجد أننا أمام صراع سياسى وأيضاً لا يغيب عنه البعد العقائدى المتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين الذين يرون أن ما يحدث ليس بالأمر الصحيح وأنهم الحريصون على مصلحة مصر، ويرى البعض أننا يمكن أن نكون أمام كارثة أو حرب أهلية مدمرة فى يوم 30 يونيو والدخول فى نفق مظلم، لأن كل المعطيات تؤكد ذلك وتذكير وإما أن يحدث تنازلات وتتم الدعوة لانتخابات رئاسية متبحرة وإما أن يتم على حد تعبيرهم وذلك أمر بعيد حتى وإن يظل أحد الاحتمالات لأن الجماعات الجهادية قد أعلنت عنه وصرحت بأنه فى حالة الخروج على الرئيس الشرعى المنتخب ورحيله فسوف يتدخلون ويعلنون ما أسموه بالثورة الإسلامية ..
سيناريوهات عديدة وما نطرحه وما يتوصل إليه الفكر بناء على القراءة السريعة للواقع هو هذه السيناريوهات الثلاثة.. ولكن من المؤكد أنه قد يكون هناك ما هو أسوأ وهو ما تخبأه لنا الأيام القادمة مفاده ما لا نتطرق إلى الأسوأ أو يصل إليه عقلنا لأننا هنا فى هذه القراءة قد أغفلنا العوامل الخارجية أى مصالح القوى الدولية الخارجية والتى هى أيضاً لها جسور وروابط مع قوى داخلية ولها تصوراتها وسيناريوهاتها فقد ينتهى الأمر لا قدر الله ولكن ذلك احتمال لابد ألا يغيب عنا ونحن نراه فيما حولنا وهو التدخل الخارجى ونحن نتمنى ألا يحدث أي من هذه السيناريوهات وتنجو مصر بإذن الله .