رئيس التحرير
عصام كامل

«الانتحار» أحدث صيحات التعبير عن الرأى..وقفة رمزية انتحارية بـ«قصر النيل».. 3آلاف حالة انتحار سنويًا..«الشنق» و«المترو» و«النيل» أبرز الوسائل..«ش

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن فقدان المواطنين الأمل في الحصول على رئيس يشعر بآلامهم ويحقق لهم أحلامهم، دفع عددا كبيرا منهم للتهديد بالانتحار، وقبل موعد تظاهرات 30 يونيو قرر مجموعة من النشطاء تنظيم سلسلة بشرية أعلى كوبري قصر النيل وإلقاء أنفسهم في النيل، كانتحار رمزي للهروب من العيشة وإعلان عن رفضهم لحكم الدكتور مرسى ولجماعة الإخوان المسلمين، موضحين أن الهدف من هذا الانتحار وسيلة لتوصيل رسالتهم بطريقة جديدة ومختلفة.


وبات من الملاحظ أن الانتحار شهقة اليأس والفعل الوحيد الذي يصبح الفاعل بعده جزءًا من الماضي، فالبعض يلجأ له لوقف جيوش الألم وراحة وقتية قد تفتح باب عذابات أبدية، إنها اللحظة التي يبدو فيها كل شيء خاليا من المعنى والأساس والمبرر بالنسبة لشخص عاجز عن الاستقرار أو الاستمرار، فيتأهب لمواجهة هاوية أخرى لا تنضب.

وطبقا لبعض الإحصائيات والأرقام تشهد مصر نحو 3 آلاف حالة انتحار سنويا لأعمار تحت سن 40، وتوضح هذه التقارير أن خمسة أشخاص من بين كل ألف شخص يحاولون الانتحار بهدف التخلص من مشاكلهم.

وفي إحصائية لعام 2009، أكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن هذا العام شهد محاولات للانتحار في مصر بلغت 104 آلاف حالة، تمكن‏ 5‏ آلاف منهم من التخلص من حياتهم‏، موضحًا أنها أصبحت ظاهرة خطيرة.

وفي السنوات الأخيرة، أخذت حوادث الانتحار في مصر أشكالا مختلفة، مثل الشنق وهذا ما يميل إليه الرجال، أو القفز تحت عجلات المترو، أو من أعلى أسطح المنازل أو بالقفز في النيل، أو قطع شرايين اليد، وهذا ما تميل إليه النساء‏.‏.

اليوم وبالتزامن مع اقتراب مشهد 30 يونيو، واستعباد جماعة الإخوان للشعب "وضنك الحياة" وانتشار الفقر والظلم والوساطة والأزمات المتتالية سواء كهرباء أو مياه أو بنزين وسولار، نتذكر الحاضر الغائب عن المشهد الحالي، فمنذ ثماني سنوات وتحديدًا في شهر مايو 2004 انتحر عبدالحميد شتا، طالب الماجستير المتفوق خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذي تقدم لوظيفة ملحق تجاري في هيئة التمثيل التجاري التي تزود السفارات بالملحقين التجاريين.

"شتا" كان رومانسيا حالما، وتحديدًا بعد تخرجه في الكلية بامتياز مع مرتبة الشرف، ليصبح ذلك كفيلا باجتيازه اختبارات الملحقين التجاريين، لكن "عبدالحميد" ذهب لمقر الهيئة ليرى النتيجة فوجد أنه نجح في جميع الاختبارات التحريرية والشفوية ولكن جاءت نتيجة كشف الهيئة "غير لائق اجتماعيًا"؛ لأن والده عامل في مصنع طوب بإحدى قرى مركز ميت غمر، ولم يتحمل "شتا" الصدمة وسار على غير هدى بقصر النيل، واختار أن تكون مياهه قبرا لجسده النحيل وعقله العبقري الذي لم يقدره مجتمع التمييز بين أبنائه حسب نسبهم وحسبهم، والآن يبدو أن الشعب أصبح الآن "غير لائق اجتماعيا".
الجريدة الرسمية