رئيس التحرير
عصام كامل

مرسى ملك الانتظار


لا أعتقد أن النظام الإخواني بوسعه أن يجترح معجزة تعيد الحياة إلى مشروعه الميت قبل أن يولد، لم يعد بوسع مرسي وجماعة الإخوان تقديم أي مبادرة تعيد الروح إلى هذا المسخ المشوه الذي مات وشبع موتا، والأمر بات متوقفا على من يملك الجرأة لإعلان وفاة غير المرحوم ولا المأسوف عليه ويقول للمطبلين (لا شكر الله سعيكم)!!.


الموقف كله تلخصه قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش، التي سننقلها ببعض التصرف لتلائم حال الإخوان وهم ينتظرون القدر المحتوم.

للْحَقيقَة وَجْهان، وَالثَّلجُ أَسْوَدُ فوق مَدينتنَا
لَمْ نَعُدْ قادرين على الْيأْس أكْثرَ مما يَئسْنا..
والنِّهايةُ تَمْشِى إلى السُّور واثقَةً مِنْ خُطَاهَا
فَوْقَ هذا الْبلاط الْمُبلِّل بالدَّمْعِ، واثقةً مِنْ خُطاها

منْ سيُنْزلُ أَعْلامهم: نَحْنُ، أم هُمْ؟ 
وَمَنْ سوْف يتلو عليْنا "مُعاهَدَة اليأْسِ (نص بيان التنحي)، يَا مَلِكَ الاحْتِضَارْ؟
كُلُّ شَيْءٍ مُعَدُّ لهم سلَفاً،
منْ سينْزعُ أَسْماءهم عنْ هُويَّتنا:
أَنْتَ أمْ (الجيش)؟
لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ نَفُكَّ الْحِصارْ
فَلْتسلِّمْ مفاتيحَ فِرْدَوْسِك الضائع لرسولِ السَّلام، وتنْجو.."
يا ملك الانتظار...

للحقيقةِ وجْهانِ، كان الشِّعارُ الْمُقَدَّسُ سَيْفاًن علَينا
وَعَلَيْنا،
فَماذا فَعَلْتَ بقَلْعَتنا قَبْلَ هذا النَّهار؟
لَمْ تُقاتِلْ لأنَّك تَخْشى الشَّهادَةَ، لكنَّ عَرْشَكَ نَعْشُكْ
فأحْمِلِ النَّعْشَ كي تَحفَظَ الْعَرْشَ يا مَلك الانْتِظارْ
إنَّ هذا النظام سَيتْرُكُنا حُفْنَةً منْ غُبارْ..
مَنْ سيدْفنُ أَيامنا بَعْدنَا: أَنْت.. أَمْ هُمْ ؟ وَمَنْ
سوْفَ يرْفَعُ راياتهمْ فَوْق أَسْوارِنا: أَنْتَ.. أَمْ
فارسٌ يائسٌ؟
من يُعلّقُ أجْراسهم فَوْقَ رحْلتِنَا
أَنْتَ.. أَمْ حارسٌ بائسٌ؟ كُلُّ شيء مُعَدُّ لَنَا
فَلماذا تُطيلُ النهايةَ، يا ملك الاحْتضارْ؟

كنت تحلم بعرش يبقى ويدوم مسلحا بالشعار المقدس (سيفان)، علينا يتوسطهما مصحف شعار الدجالين رافعو المصاحف فوق أسنة الرماح طلبا للدنيا، كما فعل سلفك ابن العاص الذي أراد مصر طعمة له ولأولاده من بعده وكذلك حلمت أنت وجماعتك، لكن اليوم ليس كالأمس ولن تكون مصر طعمة لك ولا لإخوانك من بعدك مثلما لم يهنأ بها أبناء عمرو قبل ثلاثة عشر قرنا يا ملك الوهم والانتظار، ولذا خلت أيامك الكالحة من أي انتصار وحفلت بشتى صنوف الانكسار.

يا ملك الانتظار عرشك أضحى نعشك ومهما طال تشبثك بنعش عرشك، فسيزول عرشك وعرش الدجالين الذين جعلوا القرآن عضين رفعوا المصاحف فوق الرماح والسيوف أو وضعوها بين السيوف.

فَلماذا تُطيلُ النهايةَ، يا ملك الاحْتضارْ؟!.
ارحم هذا البلد وهذا الشعب المسكين وارحم نفسك وارحل الآن الآن قبل ألا ينفع الندم وقبل أن يصبح البحث عن ملاذ آمن أقصى ما تتمناه أنت وأباطرة جماعة الدجل والوهم.
نقلا عن موقع النفيس
الجريدة الرسمية