رئيس التحرير
عصام كامل

باترسون.. كارت محروق أم كبش فداء؟


لم أتعجب من خبر سحب الرئيس أوباما لسفيرته الإخوانية من مصر، بعد أن فشلت في ترسيخ حُكم الإخوان إنما أتعجب من أن يستمر أوباما في التضليل واعتبارنا شعب يفتقد الذكاء، عندما يُصرح بأن سبب سحب السفيره هو سوء تعاملها مع الملف السياسي المصري، وتضليل الإدارة الأمريكية بمعلومات كاذبة عن المشهد والحراك السياسي الشعبي الرافض للاستبن وجماعته، وكأن الإدارة الأمريكية لديها شلل معلوماتي أو مغيبة عن الأوضاع في مصر، وكأن الـ CIA جهاز عاجز على أداء عمله.


السفيرة آن باترسون كارت محروق، والرئيس الأمريكي تأكد تماماً من سقوط الإخوان، ويحاول أن يُظهر تعاطف مع الشعب المصري وكأنه انتبه فجأة لرغبة الشعب. 

والحقيقة أن أوباما قد تأكد تماماً من مصداقية الحراك الشعبي وعلى رأسه حركة تمرد التي هي من الشعب وتعبر عنه، فلا قيادات تساوم ولا أجندات تحسب حساب لأمريكا.

تأكدت أمريكا أن الثورة ستنتصر وفي انتصارها هدم كامل للمشروع الأمريكي في المنطقة ولسوف تتغير المنطقة بل العالم أجمع دون مبالغة، وهذا هو سر دعم الساحرة الشريرة للاستبن دون منطق أو مواربة، فهي تلعب بوجه مكشوف وتسوق وتردد نفس حجج الإخوان الواهية ومنطقهم حول شرعية الصندوق.

هذا القرار بسحب آن باترسون من القاهرة وترقيتها رمزيا إلي منصب مساعد وزير الخارجية، حتي نهاية خدمتها في الخارجية الأمريكية التي لا تتجاوز شهور قليلة (السفيرة ٦٤ عاما)، لهو أكبر تأكيد للمواطن المصري على بشاير النجاح، وله أن يفخر أن الدول العظمي تحسب له ألف حساب.

لقد عقد الكونجرس أكثر من جلسة اجتماع لمتابعة الشأن المصري، وتبين مدى فداحة الأخطاء التي ارتكبتها إدارة أوباما بتحريض وتضليل مباشر من السفيرة آن باترسون، فقد مارست ضغوطا غير عادية لإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، قبل تدقيق الاعتراضات التي تقدم بها شفيق بصفته المرشح الآخر، وتجاوزت عن المخالفات الجوهرية التي ارتكبتها جماعة الإخوان المشركون خلال الانتخابات، مثل منع الأقباط من التصويت بالقوة، وتزوير بطاقات الانتخابات، وتنظيم عمليات التصويت بالورقة الدوارة.. كما غضت الطرف عن عمليات التزوير الواسعة التي تمت خلال الاستفتاء علي الدستور.

بل يتردد أنها ساندت مرسي علي إصدار الإعلان الدستوري المشئوم الصادر في ٢١ نوفمبر!

لكن السؤال الملح لماذا توضع كل هذه الأوراق الآن على المنضدة؟ ليس سوى يقين لدى الإدارة الأمريكية أن المارد المصري سيحطم كل القيود وسيواجه الكل ويمحو عن جبين مصر وصمة الإخوان .. ولهذا يسارعون لإرضائه.

الجريدة الرسمية