رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذية العالم فى الدجل


قال لي المفكر السياسي الكبير السيد ياسين، إنه أراد منذ فترة أن يتابع رسائل مرشد جماعة الإخوان الأسبوعية لكي يتعرف من قريب على الفكر الإخواني الذي يتحدث عن أستاذية العالم، فوجدها في مجملها رسائل ساذجة وسطحية تتحدث عن فضائل شهر رجب والحكمة من الصيام وقوامة الرجل على المرأة، ولم يجد فيها إلا ما يشير إلى خرافات، ما يوحى بأن المرشد لم يصل إلى مرتبة أمام زاوية صغيرة في حين أنه يتابع كتابات باكستانية إسلامية تحوي فكرا إنسانيا مهما.


وبالطبع أراد مفكرنا الكبير أن يقول إن الجماعة ليست لديها أطر فكرية تساند أطروحاتها حول أستاذية العالم، فلم يطرحوا على الإنسانية حلولا لمشاكل أو رؤى حقيقية تخدم البشرية واكتفوا بالحديث عن فضائل شهر رجب وما شابه ذلك من أمور يدركها المواطن العادى بحكم قراءته أو اتصاله بمسجده أو تواصله البسيط مع دينه.

في ذات اليوم، كانت متابعتي لما جادت به عقول الغرب التي تخلصت من الاتجار بالدين قد تراوحت بين اختراع دراجة طائرة وأصغر طائرة هليوكوبتر في حجم كف اليد وأول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية دون غيرها من طاقة تقليدية، مرورا بنظارة جوجل التي ستنقل البشرية إلى مساحة مذهلة من التطور وحتى اختراع شاشة كمبيوتر يمكن طيها وإلى أن يخترع كفرة إسرائيل جهازا يقضى على السمنة إلى غير رجعة لينقلوا الجسد البشرى إلى مساحة أكثر تطورا.

في مساء نفس اليوم، كان نشطاء مصريون وعرب يتبادلون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قصة مثيرة غربية دارت أحداثها في الولايات المتحدة الأمريكية حسب إشارة المتداولين، عندما وضعت سيدتان طفلين أحدهما ولد والثاني بنت، في نفس اللحظة بأحد المستشفيات ووضعا الطفلين في الحضانة وحدث خطأ من ذلك النوع الذي يحدث في مستشفى الجلاء للولادة!!

دار عراك بين السيدتين على الولد، كما يحدث في صعيد مصر وعندما لم يصلا إلى حل لجآ إلى تحليل الـ "دى إن إيه"، وياللعجب حدث ما يمكن أن يحدث كل ١٠٠ مليون حالة حيث جاءت نتيجة التحاليل متطابقة ليزداد الأمر تعقيدا، وكأن ما حدث هو رواية لمسلسل تركي أو فيلم هندى، فماذا فعل الجميع في أمريكا بلاد العلم والنور والمعرفة والتطور المذهل في كل مناحى الحياة.. توقفت عجلة التفكير الأمريكية ليقترح أحدهم إلى البحث عن حل لدي عالم دين مسلم.

ذهب الجميع إلى عالم الدين المسلم، ليقدموا مشكلتهم التي عجز العلم الأمريكي الحديث عن حلها وعندما قصوا على الشيخ الجليل الذي قد يكون شبيها للشيخ وجدى غنيم أو قد يكون في جلال وخشوع أبو إسلام أو متطابقا مع الشيخ الدكتور "هاتولى راجل".

وهنا يقول له الأمريكان ألستم من يقول بأن دينكم فيه حل لكل مشكلات الدنيا؟ ويرد الشيخ الجليل بكل ثقة: نعم.. يحكي الجمع الذي وصل إلى عقدة لم يجدوا لها حلا وبالطبع، وحسب ما تبادله النشطاء يقف الرجل خطيبا فيهم مؤكدا أنه وصل إلى حل ولكن ما هو؟

اسمع يا سيدى الحل العبقرى.. أمر الشيخ أطباء أمريكا بتحليل لبن السيدتين، وسيجدون أن لبن إحداهما نسبة تركيز الكالسيوم فيه ضعف الأخرى، وهنا تكون هذه السيدة هي أم الولد، بينما تكون البنت من نصيب الأخرى.

اندهش طبعا أطباء وعلماء أمريكا مما قاله الشيخ، وسألوه عن السبب فقال لهم بعبقرية فذة تشبه عبقرية المرشد لدينا، لأن للذكر مثل حظ الأنثيين، وبالتالى فإن الله يخلق له نسبة تركيز من الكالسيوم ضعف من تلد أنثى.. ياسلااااااام.. شوفتوا أستاذية العالم ؟!!!!

الجريدة الرسمية