رئيس التحرير
عصام كامل

"عشراوى": لا يمكننا حماية الأقصى وحدنا..و الفلسطينيون بحاجة لدعم عربى وإسلامى حقيقى.. وإسرائيل لديها مخططات لتهويد القدس.. و"كيرى" لو أراد إنجاح جهوده فعليه القيام بردع الانتهاكات الصهيونية

وزير الخارجية الأمريكي،
وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري

بالأمس القريب، خرجت أصوات إسرائيلية رفيعة المستوى تتحدث تارة عن إلغاء حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وتارة أخرى عن تحويل الشعب الفلسطيني إلى مستوطنين، وتارات عديدة عن فشل مهمة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وجهوده الرامية إلى تحريك عملية السلام في المنطقة، وصولًا إلى التصعيد الإسرائيلي على الأرض والذي ما زال يتجسد يوميًا في كل ربوع فلسطين من المسجد الأقصى والحفريات التي تتم في محيطه وخاصة ساحة البراق (الحائط الغربي للمسجد)، إلى الاعتداءت التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون صباحَ مساء بحق القرى والبلدات الفلسطينية، وما يعيشه الفلسطينيون بشكل يومي من معاناة على الحواجز العسكرية الإسرائيلية المنتشرة على مفترقات وطرق متعددة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.


تلك هي جملة من القضايا والأحداث التي تعج بها الأجندة والساحة الفلسطينية في هذه الأيام، قضايا طرحها مراسل الأناضول على "حنان عشراوي" أول سيدة فلسطينية تخوض غمار منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح أحد أعضاء لجنتها التنفيذية.

عشراوي اعتبرت في حديثها، أن "التصريحات الإسرائيلية والاستباقية التي تتحدث عن فشل مهمة "كيري" للمنطقة، تفضح جوهر السياسية الإسرائيلية القاضي بالاستمرار في مشروعها بإقامة دولة إسرائيل الكبرى ووأد حل الدولتين"/ محذرة في الوقت نفسه من أن الفلسطينيين بحاجة لدعم عربي وإسلامي حقيقي للدفاع عن المسجد الأقصى.

التصريحات الإسرائيلية الأخيرة ترى فيها عشراوي أنها تعبر عن أشخاص هم جزء من النظام السياسي الرسمي، وترى أيضًا أن قادة إسرائيل يقومون بمناورات لفظية وإعلامية كالتي يقوم بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتحايل على الواقع بأن إسرائيل تريد السلام، بينما هي ماضية قدما بفرض أمر واقع وفرض سياسة دولة إسرائيل الكبرى وإنهاء احتمال قيام دولة فلسطينية.

وفي لقاء معه على القناة الأولى الإسرائيلية، قبل أسابيع، قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، "داني دانون" لن تقوم دولة فلسطينية، وكفي تضليلًا للمجتمع الإسرائيلي، لأننا (إسرائيل) لن نسمح بذلك، سواء جاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمبادرة سياسية أم لم يأت".

وعن رؤيته للحل ومستقبل الفلسطينيين، أوضح "أن إسرائيل ستصادر الأراضي غير المأهولة في الضفة الغربية، وستشرع بتحويل التجمعات السكانية الفلسطينية إلى مستوطنات يتم التعامل معها وفق ضوابط خاصة".

وزاد قائلًا: " هناك تغييرات جوهرية في الضفة، واليهود لم يعودوا مستوطنين فيها، ولكن على العكس من ذلك فإن إسرائيل ستجعل من الفلسطينيين أنفسهم مستوطنين، عبر تجميعهم في تجمعات، ومن ثم تقوم بمنح إدراتهم للأردن وانتهى الأمر".

وهو الأمر الذي علقت عليه عشراوي قائلة:" هذه هي الغطرسة والتطرف الإسرائيلي الناتج من خطاب سياسي متكامل، ورافض لعملية السلام والقانون الدولي، وطارد للمفاهيم ومبادئ القانون الدولي التي يقوم عليها أي نوع من التحرك السياسي".

تصريحات دانون، تقرأها عشراوي على أنها "تعطي لإسرائيل حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني، وقلب الأمور رأسا على عقب، وكأن الفلسطينيين هم المستوطنين، وأن المستوطنين هم أصحاب الأرض والعكس هو الصحيح".

وفي خضم الحديث عن فشل الدبلوماسي الأمريكي "كيري" فإن حنان عشراوي، تحذر فعليًا من خطورة فشل مهامه، التي ستدفع الفلسطينيين ممثلين بالقيادة الفلسطينية إلى الذهاب للمؤسسات والهيئات الدولية، والانضمام للمواثيق والمعاهدات الدولية، وملاحقة إسرائيل ومساءلتها قانوينًا وقضائيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا أمام الرأي العام.

وعما إذا كانت الانتفاضة خيار فلسطيني مطروح للرد على فشل مهمة كيري، ترى عشراوي أن "الانتفاضة ليست بقرار سياسي وإنما هي قرار شعبي خالص، وتضيف "نحن نمارس المقاومة الشعبية من فترة ونراها يوميًا بعدة تعبيرات أبرزها القرى الجديدة ومقاومة الجدار العنصري، وبناء المؤسسات والمقاطعة".

وتزيد" لم يكن لدينا أوهام حل نجاح أو فشل مهمة كيري، فالقيادة الفلسطينية تجاوبت وتعاملت بإيجابية ومسئولية مع مبادرته، حتى الآن إسرائيل هي التي حكمت عليها بالفشل".

لكنها ترى أن" كيري لو أراد إنجاح جهوده فعليه القيام بردع الانتهاكات الإسرائيلية، وخاصة فيما يتعلق بالاستيطان، وعليه أن يقوم بالضغط الحقيقي على إسرائيل وإلزامها بالشرعية الدولية، كما عليه أن يقدم خطة عملية منسجمة مع القانون الدولي".

غير أنها وفي ردها على سؤال حول مدى استطاعة أمريكا بالضغط على إسرائيل، تقول بأن "هناك عدة أسباب لعدم استطاعة الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على إسرائيل أبرزها التحالف الاستراتيجي التاريخي بينهما والالتزام المبدئي الأمريكي بأمن إسرائيل، والاتفاق الذي عقدته أمريكا مع إسرائيل قبل عدة عقود بعدم جلب إسرائيل للملاحقة والمساءلة".

وتعتقد عشراوي أن "الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع إسرائيل كأنها قضية داخلية أمريكية بسبب قوى الضغط اليهودي داخل المجتمع الأمريكي، فضلًا عن أن إسرائيل "تعتبر نفسها بعنجهية أنها هي من تقرر بالنيابة عن الجانب الأمريكي".

بَيْدَ أن المسئولة الفلسطينية تشير إلى إمكانية حدوث تغير في الموقف الأمريكي، وخاصة فيما أسمته "الاختبار" الذي سيحدث عندما تضر الممارسات الإسرائيلية بالمصالح الأمريكية والأمن القومي الأمريكي، الأمر الذي سيدفع الأخيرة إلى إمكانية إعادة النظر ". على قولها.

حديث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن مهمة وجهود وزير الخارجية الأمريكي الرامية لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقابله حديث دائم على مستوى ممثلي القيادة الفلسطينية، كان آخرها ما صرح به بالأمس وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، حول دعم قيادته لجهود "كيري" من أجل إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وقال المالكي خلال لقائه الثلاثاء بنظيره النيوزيلندي، هون موري ماكولي، في رام الله إن القيادة الفلسطينية تعتبر جهود كيري فرصة من أهم الفرص وأفضلها لإنجاز حل الدولتين.

ومنذ توليه مهام منصبه، بداية العام الجاري، يسعى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في زيارات مكوكية إلى فلسطين وإسرائيل وغيرها من دول معنية بعملية السلام إلى إحياء عملية السلام المتوقفة منذ عام 2010.

وفي معرض ردها على التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن وجود مخططات لبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى، في ظل الاتفاق الفلسطيني- الأردني بحماية المقدسات، تقول عضو لجنة تنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية" لوحدنا لا يمكننا حماية المقدسات والأرض، لأن إسرائيل ماضية قدمًا في ممارستها في ظل انشغال العالم العربي والإسلامي بقضاياه الداخلية، في وقت ينتظر فيه المجتمع الدولي ما سيحدث في الشرق الأوسط".

وتضيف" إسرائيل لديها مخططات لتهويد القدس، ولديها خطوات مدروسة وتراكمية إزاء تغيير ملامح التاريخ والجغرافيا والتراث أمام العالم".

وتتابع " عندما قدمنا خططا ومشاريع من أجل دعم صمود المقدسيين، وحماية المقدسات والأماكن التعليمة والتجارية وبقاء المؤسسات والبيوت، لم تتفاعل الدول العربية والإسلامية مع هذا التحرك، نحن لم نطلب تسليح المقدسيين أو إرسال السلاح طلبنا فقط دعم الصمود ولم يصلنا شيئا على الإطلاق".

وفي مطلع أبريل/ نيسان الماضي وقع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اتفاقية الدفاع عن القدس والمقدسات، تشمل التنسيق بين البلدين في حماية ورعاية المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

ويحذر فلسطينيون من مخططات استيطانية تهدف السلطات الإسرائيلية من ورائها إلى تهويد ساحات حائط "البراق".
الجريدة الرسمية