رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء بين التطهير والتنمية


بعد كل هذه الأحداث التى وقعت فى سيناء وتلك الأخبار والأنباء عن الجماعات الجهادية التى تتمركز هناك وكذلك البؤر الإرهابية قد أصبحت بوابة سيناء مصدر تهديد رئيسى للأمن القومى المصرى .. ويزداد ذلك التهديد ويصبح غاية الخطورة وذلك عندما نربط بين ذلك والأوضاع الداخلية المتردية ..


قد يصبح من غير المنطقى وبعيداً عن دائرة التحليل الدقيق هو أن نفصل ما بين الأوضاع الداخلية وما يحدث فى سيناء .. فمن المؤكد أن هناك خطا رابطا بينهما وأن حركة الأحداث على المستوى السياسى فى الداخل وكذلك ما يحدث فى سيناء.. كل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر أياً كانت طبيعة هذه العلاقة فهى قائمة..

هناك لغط وجدل دائر حول ما الذى يجب أن يتخذ من خطوات حيال تأمين هذه المنطقة والذى يصير أمرا حتميا.. سيناء لا يمكن أن تترك على ذلك النحو .. كما أن علينا أن نكون منصفين ونؤكد على أن هذه الجماعات الجهادية والقوات والأسلحة قد تمركزت فى سيناء فى ظل النظام السابق.. وإن زادت على نحو كبير بعد الثورة وعلينا أيضاً ألا نغفل الدور الإسرائيلى إذ أن إسرائيل تفكر وتراقب بعين الحذر ما يحدث فى هذه المنطقة ولكن سكوتها لابد أن يكون وراءه أهداف ومآرب أخرى كثيرة وعديدة، وهى لا يمكن أن نسقطها مما يحدث هناك ولا سيما أحداث رفح ..

الجانب الإسرائيلى يسعى إلى تصدير القضية الفلسطينية إلى مصر بعد تفريعها وتفريقها .. فلم يعد الصراع كما كان من قبل صراعا عربيا إسرائيليا بل قد تقلص فيما بعد وأصبح صراعا فلسطينيا عربيا.. ومن ثم هى تريد أن تغلق ذلك الملف ولو مؤقتاً وتريد أن تخلع الفلسطينيين من أراضيهم، وذلك بخلق صراع ( عربى – عربى ) من خلال الدفع بهم إلى سيناء وبالقطع فإن لهم مقصورات أمامية تقع داخل هذه الدول ونقصد مصر والدول التى من حولها.. وهذه المقصورات أو كما قيل من قبل قوى خارجية وجماعات قد تفعل ذلك دون قصد..

أى أنها وهى تفعل ذلك تعتقد أنها تحقق أهدافا قومية لها  تسير وفق "العقيدة" لذلك سمحت لهم إسرائيل بأن تنمو، كما أن إسرائيل هى التى تقف وراء إشكالية المعايير التى ترتب عليها إشكالية الإنفاق التى تعد المخرج والمنفذ للفلسطينيين بعد أن أغلقت أمامهم كافة المعايير من جهتها.. ولم تنفذ اتفاقية المعابر وبذلك أصبحت الأنفاق أحد مصادر الموارد الاقتصادية المصرية ومصدر للتهرب من السوق السوداء واستنزاف الدخل القومى المصرى ..

وليس ذلك فقط ولكن يتم عبرها تهريب الأسلحة والأشخاص الذين يمكن أن يقوموا بتنفيذ عمليات ضد مصلحة شعب مصر لحساب قوى أخرى أو بإيعاز منها وتنسيق منها .. لذلك فإن الحديث عن تنمية سيناء الآن قد يكون صعبا تحقيقه ولكن علينا أن نبدأ بعملية التطهير والتأمين لها.. ثم يأتى بعد ذلك التوطين والتعمير لتصبح سيناء جبهة صد.. وليس ثغرا يمكن اختراق الأمن القومى المصرى من خلاله .
الجريدة الرسمية