كارثة تكفير المعارضة المصرية
مصر تدخل أزهى مراحل الانقسام والطائفية بامتياز فنحن نسير فى طريق تقسيم المصريين لمسلمين وكفار على أساس سياسي.. تخيلوا حجم الكارثة.. فإن مؤيدي الرئيس مسلمون ومعارضيه كفار! فهل هذه مصر التى نعرفها ونعيش فيها وهل ما نعيشه نتيجة الثورة أم أننا نعيش نكسة حقيقية ومصر بهذا الوضع تكرر نفس تجارب السودان والعراق ولبنان وإن لم تصحح الأوضاع فمصر مقبلة على سيناريو تقسيم أو المستقبل المرعب وهو الحرب الأهلية بين المسلمين والكفار.
تخيلوا حجم الكارثة فمصر الآن يغيب فيها صوت العقل والحكمة ويتصدر المشهد التطرف والعناد والغباء السياسي.. وما يثير الدهشة أن تصريحات تكفير معارضى الرئيس مرسي تخرج من شخصيات مفترض أنهم دعاة وشيوخ يعرفون ماذا يعنى تكفير مجتمع أو أشخاص على الأقل من الناحية الدينية والأخلاقية.. ونتذكر منذ أيام قليلة قول القيادى السلفى محمد عبد المقصود إن تظاهرات معارضة الرئيس فى 30 يونيو يقودها كفار ومنافقون وأسهب فى الدعاء عليهم بشكل جعلنا نشك أننا نعيش فى مصر.. ألهذا الحد الصراع السياسي أوصل شيخ وداعية لتكفير كل من يعارض نظام وهناك تصريحات كثيرة تسير فى هذا الفكر والاتجاة لتكفير معارضى مرسي يقودها عاصم عبد الماجد ووجدى غنيم وصفوت حجازى وقيادات إخوانية وغيرهم .
الجميع سيدفع نتيجة هذا التطرف فى الفكر.. فليس المهم بقاء نظام أو زوالة لأن الأهمية الحقيقية هى الحفاظ على وحدة وتماسك نسيج المجتمع المصري وعدم المشاركة فى جريمة العصر وهى "طأفنة" وتقسيم المصريين دينيا على أساس سياسي.. لأن ما يحدث سيتطور ويدخلنا فى كارثة فتاوى إباحة الدم والتطرف فى هدر دم معارضى الرئيس ونجد أنفسنا فى حالة حرب أهلية تمزق وتحرق المجتمع المصري.. وتقضى على بقايا الدولة المصرية التى تنهار كل يوم نتيجة سياسات فاشلة لشخصيات بلا خبرة وترفض النصيحة والمعاونة.. وتريد إقصاء وتشويه كل معارضيهم.. فما يحدث كارثة على عقلاء الوطن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصر قبل فوات الأوان وحتى لا نبكى على دولة كان اسمها مصر خربها التطرف والعنصرية السياسية .
ما يحدث من شيطنة وتكفير معارضى الرئيس هو سلوك الضعفاء العاجزين عن صنع الإنجازات وتحسين أوضاع المواطنين وتقديم خدمات حقيقية تشعر المصريين بتفوق ونجاح رئيسهم وحكومتهم.. فعندما يسود العجز والفشل يتصاعد الخطاب العنصري الإقصائى لتشويه وتخوين وتكفير كل من يعارض السياسات الرئاسية.. وكأن الرئيس وحكومته فوق نقد البشر منزهين عن الخطأ لا يقبلون نصائح المخلصين ولا يشعرون بآلام ومعاناة المصريين اليومية.. فهل يدركون تصاعد الأزمات اليومية من سولار وبنزين وعيش وارتفاع أسعار وغياب أمنى وغيرها أم أنهم يعيشون فى غيبوبة سياسية جعلتهم لا يرون الحقيقة ومستمرون فى العناد السياسي.. ويتوهمون أن القضاء على المعارضة سيمكنهم من الحفاظ على كرسي الرئاسة وسيطرتهم على مفاصل الدولة المصرية.
مصر فى أزمة حقيقية عاصفة تهز أركان الدولة المصرية وتساهم فى زلزلة الهوية المصرية وتسير فى اتجاه لا يبشر بخير.. فمعارضو ومؤيدو الرئيس مصريون مسلمون ولا يجوز التطرف ووصف معارضيه بالكفار.. فمصر وطن للجميع وقادرة على عبور الأزمة إن علا صوت العقل والحكمة واختفى صوت التطرف والعنصرية .
dreemstars@gmail.com