رئيس التحرير
عصام كامل

المنتجات المقلّدة تصيب غزة في مقتل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تساقط الشعر وتلّفه..كان الثمن الذي دفعته "أروى أحمد" ابنة العشرين عاما نتيجة استخدامها لشامبو مقلد كانت تظن أن ماركته "عالمية" كما يشير اسمه ومكان تصنيعه.


ولم تكن "أروى" الضحية الوحيدة لآلام هذه الصفعة الاقتصادية والصحية، فهي واحدة من مئات الغزيّين الذين أصابتهم مؤخرا لعنة انتشار المنتجات المقلّدة والتي يجري تصنيعها محليا أو تهريبها عن طريق الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية.

وتحمل هذه المنتجات شكل وعلامة المنتج الأصلي لكنها غير مطابقة لذات المواصفات والمقاييس العالمية.

ومن طبيب جلّدي لآخر كانت "أم نائل " "42 عامًا" تنتقل بصحبة أطفالها الذين اشتكوا من انتشار الحبوب في وجوههم بعد استخدامهم لأحد أنواع الصابون وقالت في حديثها لـ"الأناضول" إن صغارها الثلاثة بحاجة إلى علاج طويل.

وتابعت: "عندما كنت أقيم في السعودية كنت أستخدم نفس صنف هذا الصابون لأطفالي، ويوما بعد يوم بدأت أكتشف أنني ضحية لمنتج مقلد، فوجوه أطفالي لم تعد نضرة بل على العكس أصابتهم حساسية شديدة."

ولا يكاد صنف تجاري عالمي إلا ويتم تقليده، وتأتي في مقدمة هذه المنتجات كريمات الوجه والشعر، ومعجون الأسنان والصابون وغيرها من المنتجات التجارية ذات الماركة العالمية.

وساهمت الأنفاق في انتشار هذه المنتجات المقلّدة، كما يؤكد خبير الاقتصاد الفلسطيني " خالد البحيصي "، والذي رأى في حديثه لـ"الأناضول" أن العديد من التجار يجلبون هذه البضائع ويتم بيعها بسعر أرخص؛ وهو الأمر الذي يدفع المستهلك لشرائها معتقدا أنها ماركة عالمية."

ومع اشتداد وطأة الحصار على غزة المستمر منذ أزيد من 7 أعوام برزت على السطح ظاهرة الأنفاق على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية والفلسطينية.

وشكلت الأنفاق المتنفس والرئة للقطاع المحاصر ومن خلالها دخلت الكثير من البضائع والمواد الغذائية والوقود، وهو الأمر الذي مكّن السكان من البقاء على قيد الحياة.

ورأى البحيصي أن الخطر يشتد مع تقليد أغلب المنتجات التجارية والغذائية، داعيا إلى رقابة خارجية وداخلية أشدّ.

واستدرك بالقول:" هناك فوضّى في السوق، ويجب محاسبة التاجر المقلّد للسلعة، فهنا التأثير الاقتصادي للمنتج يمتد لصحة المواطنين والذين يتعرضون لمخاطر جمّة."

وللمستحضرات المقلّدة تأثيرات صحية خطيرة، بتأكيد أخصائي أمراض الجلد "حسن السر"، والذي قال لـ"الأناضول" إن أغلب المنتجات تحتوي على تراكيب كيميائية ضارة جدًا بالبشرة والشعر.

ولفت إلى أن خطورة هذه المنتجات قد تصل لحد الإصابة بالسرطان.

وأضاف:" زيادة نسب المواد الكيميائية الموجودة في المستحضرات المقلدة وعلى الأخص في الشامبوهات وكريمات الوجه تؤدي إلى تراكم السموم في الكبد، ما يعني خطورة الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان."

ويدفع الحصار على القطاع التجار إلى تقليد المنتجات، كما يؤكد مدير عام حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد في حكومة غزة المقالة "عبد الفتاح الزريعي"، والذي شدد في حديثه لـ"الأناضول" على أن وزارته توجه الصانعين المحليين إلى أن تكون بضائعهم موافقة للمواصفات والمقاييس وأن يبتعدوا عن انتحال أسماء وأشكال الماركات العالمية.

وقال إن دائرة حماية المستهلك تشن حملات غير مسبوقة من أجل انهاء ظاهرة تقليد البضائع، ومنع خداع وغش المستهلك.

الجريدة الرسمية