عالمان كبيران يحثان المسلمين على إفساح المجال لمن يؤدون الحج للمرة الأولى
دعا عالمان كبيران الشعوب والحكومات الإسلامية إلى الاستجابة لدعوة المملكة العربية السعودية تقليل أعداد الحجاج بسبب مشروعات التوسعة، وإفساح المجال هذا العام لمن يؤدون الفريضة لأول مرة، لأن الإسلام شرّع الحج مرة واحدة في العمر، وعلى من أدوا الفريضة من قبل ويسعون لاداء الحج "كنافلة" أن يؤجلوا هذا الأمر حتى يتم الانتهاء من مشروعات التوسعة بعد عامين أوثلاثة.
وقال خطيب الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبرى، في تصريحات خاصة لصحيفة "الرياض"،: "إننا نخاطب المسلمين كأمة كريمة؛ لنؤكد على أمر في غاية الأهمية، وهو أن لا ينبغي على من أدى فريضة الحج أن يكرر أداء مناسك الركن العظيم مرة أخرى، ليفسح بذلك المجال أمام الذين سيحجون للمرة الأولى".
وأوضح الشيخ عكرمة أن مشروع توسعة المطاف يعتبر من الأمور المهمة التي يشهدها الحرم المكي ويهدف إلى خدمة البيت العتيق وراحة ضيوف الرحمن، وقال: "نأمل من السلطات السعودية المختصة في هذا العام تشديد الرقابة على حدود منطقة مكة المكرمة، ليمنعوا أولئك الذين يأتون بطرق غير رسمية ليضايقوا إخوانهم الحجاج مسببين زحامًا في شوارع وطرقات المشاعر المقدسة".
ومن جهته، قال عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر دكتور محمد عمارة: "إن الله سبحانه وتعالى شرع الحج مرة واحدة في العمر، فإذا كانت هذه سماحة ويسر الإسلام فعلى المسلمين علماء وجماهير أن يوجهوا الطاقات والأموال إلى فرائض وواجبات أخرى بدلًا من تكرار الحج مرات كثيرة وهذا فقه الأولويات الذي يجب أن يعيه المسلمون".
واعتبر المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، في تصريحاته لصحيفة الرياض، أن كل ما يؤدي إلى تسهيل أداء مناسك الحج "فريض من الفرائض الإسلامية التي تحقق المقاصد من وراء هذه الشعائر المقدسة"، حاثّا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يلتفتوا إلى فقه الأولويات ففي كل بلد من بلاد المسلمين هناك فرائض اجتماعية واقتصادية واغاثية كثيرة تحتاج إلى توجيه الامكانات إلى ميادينها.
وثمّن عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر ما تبذله السعودية لتوسعة الأماكن المقدسة للتيسير على ضيوف الرحمن، داعيًا الله العلي القدير أن يبارك في هذه الجهود المتواصلة.