الفيزا والسفر
كلما ذهبت لتجديد الفيزا للسفر أشعر بكم المهانة التي وصلت إليها قيمة المصرى حين يقوم بجمع الأوراق وكشف حساب البنك والتصوير والتأمين والتعهدات وتصوير جوازات السفر والفيزات السابقة ثم شهادة العمل والدخل وحجوزات الفنادق والطيران مقدما كل ذلك من أجل التصريح بدخول أراضي الدول الأخرى، بينما لا يطلب ذلك من مواطني الدول الأخرى حين يريدون الدخول إلى مصر.
كم أشعر بكم المهانة التي وصل إليها المواطن المصرى وانحدار قيمته وخوف الدول الأخرى من التخلف فيها والهروب من مصر والبحث عن عمل حتى أصبحت السمة العامة أنه لا بد من عمل تحقيق في السفارات حتى يتبين لهم الحقيقة وأن الواقف أمامهم ليس بكاذب وأن هناك روابط اقتصادية واجتماعية حقيقية تحول عن تخلفه في أراضيهم وهناك من الحالات الكثيرة التي يهرب فيها بعض المصريين ليعطوا الصورة السيئة لكل المصريين.
لماذا وصلنا إلى هذا الحد من المهانة؟ هل لأن قيمة المصرى تساوت مع الدول المتخلفة التي لا تليق بأن تدخل إلى أراضيهم أم أن البعض يريد الهرب من مصر لأنها تقيد الأحلام والآمال وتجر المواطن للخلف ونحو المعاناة اليومية التي تفسد الحياة أم أن البلاد الأخرى المتقدمة كفلت لمواطنيها الرفاهية التي حرمنا نحن منها فلديهم تأمين صحى غير محدود الذي يضمن لك الأمان والاستقرار والذي لا يوجد في مصر.. فالتأمين الصحى لدينا صورى ومن لديه في بيته مريض يعلم كيف حال من يصاب أو يعانى من أزمة صحية حتى يتمنى للأسف أن يتوفاه الله حتى يخفف المعاناة عن كاهل الأسرة وقد تفاجأ الأسرة بعملية جراحية واحدة تأتى على كل مدخرات الأسرة وهناك التعليم الذي استبدل عندنا بالدروس الخصوصية التي لا تعطى علما بقدر ما تعطى درجات من المدرس للطالب في الامتحان بما تضمن نجاحه والفساد المستشرى في البلاد الذي جعلنا نشعر بأننا نعيش وسط اللصوص وانعدام الرقابة والضمير والتدين الظاهرى والفساد الجوهرى وتغليب مصلحة الفرد على الجماعة مما جعل الناس يعيشون وسط معاناة لا تنتهى أفسدت عليهم حياتهم ومستقبلهم.
إننا نتقادم حضاريا وهذا معروف ولكن ما لا ندركه أن قيمتنا تنهار وسط الأمم ونحن نفتخر فقط بالماضى.