مفتى الجمهورية الدكتور علي جمعة لـ"ـرويترز": فرض الحجاب على المسيحيات المصريات أمر خارجى دخيل.. الأزهر أكبر ضامن للوسطية.. محاولات التفريق بين المسلمين والمسيحيين تنتهى بالفشل
أكد مفتى الجمهورية، الدكتور على جمعة، اليوم الجمعة، أن تهنئة المسيحيين بمناسبة ذكرى يوم ميلاد نبى الله عيسى (عليه السلام)، فى الواقع عمل محمود يحث عليه الإسلام.
وقال المفتى: "ميلاد السيد المسيح عليه السلام، كان ولا يزال ميلاد خير وسلام؛ ولأن التهنئة تعبير لفظى عن الرغبة فى تعزيز العلاقات السلمية والتوافق بين الجيران وشركائنا فى المواطنة والإخوة والأخوات فى الإنسانية".
وشدد مفتى الجمهورية على أن المسلمين والمسيحيين على حد سواء، مطالبين بترجمة مشاعر التضامن إلى وحدة حقيقية من أجل مصلحة مصر، مضيفاَ "وقال إننا كقيادات دينية نود أن نترك للأجيال القادمة ثقافة إنسانية تتميز بالتعددية قائمة على أساس الإيمان الحقيقى وتعهد بنشر العدل والحب بين الناس على أرض مصرنا العظيمة".
ووصف الدكتور على جمعة فى مقال لوكالة "رويترز" - نقله بيان لدار الإفتاء، اليوم الخميس، الدعوات التى أطلقها البعض لفرض الحجاب على المسيحيات بأنها ما هى إلا إقحام خارجى دخيل على ثقافتنا وأسلوب حياتنا فى مصر، موضحاً أن مثل هذه الأفكار والآراء تسعى إلى زعزعة الاستقرار الدينى فى مصر.
وأضاف: إن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم علماء ممن يحالون إصدار الفتاوى لا يمكن اعتبارهم علماء معتمدين، حيث إن فتاواهم أشبه بآراء غير علمية قد خرجت تبعا لأهوائهم ورغباتهم وليس لها أى ثِقل فى علم الفتوى.
وأوضح فضيلته فى مقاله أن الشريعة الإسلامية تضمن الحريات فى إطار القيم الدينية التى اتفقت عليها الأديان ويعزز كذلك الحقوق الكاملة للمرأة، معتبراً بصفته على رأس دار الإفتاء المصرية أن الاستقرار الدينى يكمن فى هذه القيم وأن نموذج هؤلاء العلماء الحكماء يتضح جلياً فى المنهج الأزهرى الرصين والذى يعد الضامن لوجود التسامح والوسطية بمصر.
كما شدد مفتى الجمهورية على أن أى محاولة لزرع الشقاق بين الناس فى مصر يجب أن يتم مواجهتها من أجهزة الدولة بأقوى الوسائل الممكنة، مؤكداً أنه على يقين بأن كافة القوى التى تسعى إلى تفريق المسلمين والمسيحين فى مصر وكذلك تفريق المسلمين بينهم وبين وبعضهم والمسيحين بينهم وبين بعضهم، سيكون مصيرها الفشل التام؛ لأن مصر كانت رمزا للتعايش على مدى القرون وسوف تستمر كذلك بفضل الله وسيكون للإسلام مكان فى مصر الديمقراطية لكنه سيكون دعامة للتسامح والتوافق وليس كوسيلة للقهر.
يأتى مقال المفتى استمراراً لسلسة المقالات التى بدأها فضيلته فى وسائل الإعلام الغربية للتحدث عن أهمية تعزيز الوئام بين الأديان، وضرورة مواجهة كل الدعوات والأفكار الدخيلة على مصر والتى تؤدى إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.