رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب تركي: الخاسرون في القرن الـ21 ينتقمون من الرابحين

الأحداث في تركيا
الأحداث في تركيا

اعتبر الكاتب التركي "إبراهيم قره غُل"، أن الاحتجاجات التي انتشرت في مدن تركية، ليست تظاهرات من أجل التعبير عن مخاوف بيئية بسبب اقتلاع أشجار من "منتزه غزي" المطل على ساحة تقسيم في اسطنبول، ولا تعد تمردا سياسيا داخليا، كما أنها ليست انتفاضة من أجل الديمقراطية والحرية، لافتا أن الأمر يأتي في إطار انتقام "العالم القديم" والقوى الإمبراطوية من تركيا التي حبسوها لمدة 100 عام، في منطقة الأناضول، على حد تعبيره.


وأضاف قره غُل، في مقال له بصحيفة يني شفق التركية، اليوم، أن الخاسرين في القرن الـ 21، ينتقمون من الرابحين في هذا القرن، في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، ورأى أن أكبر الخاسرين في القرن الـ21، هي القوى التي أدارت شئون العالم منذ عام 1750، وأن هذه القوى تتراجع، بينما يشهد العالم صعود قوى جديدة، منوها أن القوى الخاسرة تسعى لمنع وعرقلة صعود القوى الجديدة.

وأشار الكاتب، أن محاسبة الدول الصاعدة لا يقتصر على تركيا،، متوقعا أن تطال التظاهرات وحركات التمرد، كافة الدول التي فيها اقتصادت متوسطة الحجم، وتنمو بسرعة، موضحا أن الاحتجاجات التي تشهدها وستشهدها تركيا والبرازيل، تعد دليلا على محاولات إعاقة تقدم الدولتين، وأن الاحتجاجات المفتعلة ستصل المكسيك، واندونيسا، والهند، وسيتم اختبار سيناريوهات مشابهة في كل الدول الصاعدة التي تتكسب قوة، بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأكد قره غُل، أن ملاحظاته في المقالة، ليست من نسج الخيال، مشيرا أن تركيا ابتعدت عن أوربا وركزت على منطقتها ومحيطها، وباتت فاعلة في منطقتها، أكثر من أوربا، فيما برز الدور الصيني في أفريقيا وتراجع نفوذ الاتحاد الأوربي في القارة السمراء، إضافة لبروز النفوذ الصيني في دول أمريكا اللاتينية.

ورأى الكاتب، أن محاولات تأجيج الاحتجاجات في دول مثل تركيا، ربما تعد الورقة الأخيرة في يد أطراف لا تريد أن تفقد قوتها، في القرن الحالي، وتسعى إلى أن تُصدر فاتورة الأزمة الاقتصادية العالمية لدول صاعدة، وأن تُرضخ هذه الدول لعرقلة نموها وتقدمها.
الجريدة الرسمية