"تجميد" الأنفاق قبل 30 يونيو.. الجيش يحكم قبضته على كل المداخل المؤدية للأنفاق الحدودية.. تفتيش دقيق للشاحنات والأفراد.. وجهات أمنية سيادية في رفح لرصد أي تحركات مشبوهة
تجمد العمل في نشاط تهريب البضائع من مصر إلى قطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية التي تربط بين الجانبين، اليوم الأربعاء، بسبب التشديدات الأمنية التي فرضتها قوات الجيش والشرطة المصرية بمختلف أنحاء شبه جزيرة سيناء، بحسب مصادر أمنية مصرية تحدثت معها الأناضول.
وتأتي التشديدات الأمنية المصرية في إطار رفع درجة الاستعداد قبل المظاهرات المتوقع تنظيمها يوم 30 يونيو الجاري، بحسب المصادر ذاتها.
وتدعو قوى معارضة في مصر إلى مظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو الجاري، لسحب الثقة من الرئيس المصري محمد مرسي، والضغط لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وفي المقابل، تطلق قوى إسلامية دعوات إلى تنظيم مظاهرات داعمة لمرسي في مختلف المحافظات في اليوم نفسه، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتوليه مقاليد الحكم، إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مناطق الأنفاق التي كانت تعج بحركة أفراد وشاحنات بدت هادئة تماما منذ صباح اليوم الأربعاء.
وأضافت المصادر الأمنية أن سبب توقف العمل يعود لتشديد الجيش قبضته على كل المداخل المؤدية للأنفاق الحدودية وتعامله مع المترددين عليها بحزم وقوة خلال الساعات الماضية.
ويحتضن الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة مئات الأنفاق التي تستخدم في نقل الوقود والبضائع والأشخاص إلى القطاع المحاصر إسرائيليا منذ أواخر عام 2006.
وتم رصد حالة من التشديدات الأمنية تقوم بها قوات الجيش بكافة أرجاء مدينة رفح، والتي بدت في حالة تأهب عند حاجز أمني رئيسي بمنطقة "الماسورة" أُقيم على مدخل يؤدى إلى مناطق رفح الحدودية.
وقال عدد من اصحاب الشاحنات إنه تم إيقافهم لأنهم لا يحملون فواتير للبضائع التي بحوزتهم وهى عبارة عن مواد غذائية ومواد بناء، إلا أن مصدرا أمنيا قال إن "تلك الشاحنات كانت في طريقها إلى مهربين بأنفاق رفح"، مشيرا إلى أنه "يتم مصادرة حمولاتها وتحويل القائمين عليها للنيابة بتهمة التهريب".
وفى داخل مدينة رفح، على الحدود مع قطاع غزة، نشرت قوات الجيش عددا من الحواجز التي تفتش السيارات المارة، فيما تتحرك قوات أخرى بمركبات تابعة للجيش في شوارع المدينة.
ويقول أهالي بالمدينة إن "أفراد أمن يرتدون ملابس مدنية يقودون سيارات لا تحمل صبغة عسكرية يجوبون رفح على مدى الساعة"، فيما قال مصدر أمنى رفيع المستوى بمدينة رفح إن "أجهزة أمنية سيادية تحكم قبضتها على مدينة رفح لرصد أي تحركات مشبوهة أو وصول عناصر خارجية".
وأضاف المصدر أن "قوات الجيش تمنع وصول أي بضائع أو مواد بناء أو وقود لمنطقة الأنفاق الحدودية، كما أنها تهدم كل ما يمكنها الوصول إليه من هذه الأنفاق".
وأوضح المصدر أنه تم خلال الأيام الثلاثة الماضية إغلاق ما يزيد على 10 أنفاق وتوقيف عدد كبير من الشاحنات محملة بالوقود والأسمنت والحصمة (حصى صغير يستخدم في البناء) وكميات من الدقيق ومواد غذائية أخرى.
وعن سبب تلك التشديدات قال المصدر الأمني إنها "تأتى في إطار حماية البلاد من أي محاولات لاستغلال الأنفاق لوصول عناصر خارجية ودخولها الأراضي المصرية خلال الأيام القادمة".
وكانت وزارة الداخلية في حكومة غزة المقالة قد نفت في بيان لها يوم الإثنين الماضي تسلل عناصر تكفيرية وجهادية من قطاع غزة إلى سيناء عبر الأنفاق الحدودية.
بدورهم، قال أصحاب انفاق تربط مصر بقطاع غزة إن العمل "شبه متجمد"، حيث مازالت تعمل بعض الأنفاق السرية في حدود ضيقة.
وقال "محمد.ص" أحد القائمين على نفق حدودي بين سيناء وغزة والذي رفض ذكر اسمه كاملا إن "الوصول إلى الأنفاق مخاطرة يكلف من يريد أن ينقل بضائع خسائر قد تصل إلى مصادرة الشاحنات وحبس السائقين والعاملين بها وهو ما يتجنبه التجار في الوقت الحالي".
وانعكست تقلص عمل الأنفاق الحدودية على ملامح مدينة رفح، التي اعتاد أهلها على الحركة الدؤوبة للشاحنات وهى تجوب شوارع مدينتهم الضيقة فضلا عن تحويل مساحات الفضاء بين منازلها القديمة ومزارعها إلى مستودعات للزلط والأسمنت.
وظهرت المدينة اليوم بملامح مختلفة إذ سادها هدوء تام، وجلس أصحاب المحلات الصغيرة أمام ابوابها في انتظار زبائنهم القدامى.
كما خلت المقاهي من أفراد العمالة الوافدة من خارج سيناء الذين كانوا يعملون في نقل البضائع عبر الأنفاق أو تفريغ الشاحنات، بحسب شهود عيان.
وقال مصدر بهيئة الحدود والأنفاق التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة "إن عمل الأنفاق الحدودية بين القطاع وسيناء المصرية تقلص بشكل كبير مُنذ عدة أيام بسبب التشديدات الأمنية المصرية، قبل المظاهرات المتوقعة يوم 30 يونيو الجاري".