رئيس التحرير
عصام كامل

السيناريو الطالباني في مصر

عز الدين الهواري
عز الدين الهواري

من خلال متابعتي لمؤتمر الأمة وفي مشهد من مشاهد مؤتمر نصرة سوريا رأيت الجمع الغفير من الإرهابيين الذين ما زالوا يمارسون الإرهاب، فرأيت شريطا سينمائيا يمر أمامي وكأني في كابوس ولكني في حالة ذهول من الوضع الذي وصلت إليه مصر التي أنارت العالم بتاريخ عريق وحضارة لم نجد لها مثيلا على مر العصور والأمم.


رأيت المشهد الأول في الرواية الجديدة لمسلسل إسقاط الدول العربية التي بدأت من بيروت مرورا ببغداد وليبيا وانتهت بسوريا حتى الآن والمشهد الحاضر الذي يذكرني بما حدث أمس بسقوط بغداد بتعاون كامل مع الرئيس المخلوع والممكلة السعودية وكان في المشهد حسني مبارك هو بوق أمريكا والمتحدث الإعلامي لها في إسقاط نظام صدام حسين عند غزو العراق للكويت.

أمس كان الرئيس محمد مرسي يعيد نفس الدور في نفس المسلسل المتكرر لإسقاط الدول والجيوش العربية بعد أن أعطت أمريكا الضوء الأخضر لتسليح الجيش الحر في سوريا والجيش الحر لا يختلف كثيرا عن النظام السوري في سفك الدماء والتعذيب والتدمير وقطع الرءوس.

لكن المشهد هنا مختلف فهو يذهب بنا إلى أفغانستان عندما استخدمت أمريكا طالبان وأعطت الضوء الأخضر لدعمهم وتسليحهم للتخلص من الجيش الروسي في أفغانستان وبدعم كامل لرجلهم الأول أسامة بن لادن والملا عمر وبعد تنفيذ السيناريو المكتوب لهم وبغباء مماثل لقادة تيار الإسلام السياسي الذي يفكر بعقلية العصور الجاهلية وليس العصور الإسلامية، فهو يمشي خلف الخط الأمريكي الأوربي ولم يفكر ولو لحظة واحدة فيمن يعادي الإسلام منذ الحروب الصليبية وهما الغرب وبعده أمريكا ولكن من يفكر في أن يفتي بنكاح الجهاد واللوط بين المجاهدين وبعضهما تارة وتارة مع نساء جهاد النكاح ليس بعيدا عليه أن يفكر بغباء منقطع النظير أن أمريكا ممكن أن تنصر الإسلام أو الاتحاد الأوربي يدعم من يجاهد في سبيل الله.

أما نهاية السيناريو من وجهة نظر المخطط الصهيوني فهى تتلخص في التخلص من آخر الجيوش العربية وهو الجيش الأول أفريقيا وعربيا والجسم الصلب إما من خلال الزج بالنظام المصري وقيادة الجماعات الإرهابية في الحرب بسوريا ويظهر لنا القادة الميدانيين من أمثال عاصم عبد الماجد والزمر وصفوت عبد الغني.. إلخ.

وعند الانتهاء من سوريا وتدمير جيشها وتمزيق جسدها من خلال علويين وشيعة وسنة وتمزيق الخريطة كما تم تمزيق جسد العراق بنفس الأسلوب بعد الانتهاء من المشهد السوري يتم الرجوع إلى مصر من خلال إحداث بعض الفتن وقيام المخابرات الأمريكية بمثل ما فعلته في أحداث 11 سبتمبر وأسندت التهمة إلى طالبان والقاعدة وقامت أمريكا بإعلان الحرب على طالبان وأنهت وجودهم ووجود دولة أفغانستان سوف يتكرر المشهد في مصر بتفجير سفارة لأمريكا في أي دولة مثلا وإلصاق التهمة إلى القيادة المصرية والمجموعة الإرهابية التي تحكم وعمل حشد أوربي وأمريكي لتخليص العالم بحجة سيطرة الإرهابيين على أكبر ممر مائي وقيادتها للإرهاب في العالم ويتم استنزاف الجيش المصري والقضاء بشكل نهائي على آخر البؤر الإرهابية في العالم والتي كانت تصدر كل الفتن والإرهاب والخلايا الإرهابية للعالم خلال 80 سنة هي جماعة الإخوان لكن كان يتم توظيفها لصالح الغرب تارة وأمريكا تارة أخرى.

وفى النهاية فقراءة المشهد تحتم على المصريين ضرورة التخلص من هذه الجماعة وأعوانها من الإرهابيين المعتزلين والحاليين واقتلاع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في العالم هو خير لمصر وللعالم.
الجريدة الرسمية