رئيس التحرير
عصام كامل

مسئول صيني: السلام الحقيقي لن يتحقق ما لم يتم التوصل إلى حل معقول للقضية الفلسطينية

 المبعوث الصيني الخاص
المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وو سي كه

قال المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وو سي كه إن الصين التي طالما دعمت بثبات القضايا العربية العادلة تعتقد إن القضية الفلسطينية محورا لقضايا الشرق الأوسط ومن المستحيل تحقيق السلام الحقيقي في المنطقة ما لم يتم التوصل إلى حل معقول للقضية الفلسطينية.


وقال وو سي كه، في تصريحات بمناسبة ذكري "النكبة"، وختام اجتماعات لجنة الامم المتحدة لدعم الحقوق الفلسطينية اليوم الأربعاء بالعاصمة بكين، إن من أجل دعم القضايا العربية قامت الصين بتعيين مبعوث خاص لمنطقة الشرق الأوسط في عام 2002 من أجل المساهمة في دفع حل القضية الفلسطينية عبر المفاوضات. كما أيدت الصين حصول فلسطين على صفة "دولة مراقب" بالأمم المتحدة وكانت الصين العضو الوحيد في مجلس الأمن الذي صوت لصالح فلسطين.

وحول الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصين، قال وو أنه كان سعيد بهذه الزيارة خاصة وأن عباس كان أول قائد عربي من منطقة الشرق الأوسط يزور الصين بعد انتخاب الجيل الجديد من القادة الصينيين.. موضحا أن خلال لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ طرحت رؤية صينية ذات النقاط الأربعة حول تسوية القضية الفلسطينية وأهمها إقامة دولة فلسطينية مستقلة بناءً على حدود عام 1967.

وأوضح أن الصين أكدت أنه من أولويات الوضع الراهن قيام إسرائيل بوقف بناء المستوطنات ورفع الحصار على قطاع غزة ومعالجة مشكلة المعتقلين الفلسطنيين بشكل مناسب، وحثت الصين المجتمع الدولي على خلق ظروف مناسبة لدفع عملية السلام واستئناف المفاوضات.

وأعلنت أيضا تقديم معونات اقتصادية ومساعدات إنسانية عاجلة لفلسطين بما في ذلك برامج الحلقات التدريبية للكوادر الفلسطينيين وزيادة المنح الحكومية للطلبة الفلسطينيين.

وأشار وو سي كه أن كل هذا الدعم الصيني ذلك يدل على مدى اهتمام الجيل الجديد من القادة الصينيين بالقضية الفلسطينية والنضال العادل للشعب الفلسطيني.. موضحا أنه لمس وجود تعاطف بين الصين والدول العربية في كل القضايا التي تمس المصالح الجوهرية بغض النظر عن التغيرات التي يشهدها المسرح الدولي.

وقال إن الصداقة والتعاون دائما يشكلان اللبنة الرئيسية للعلاقات الصينية العربية التي تجمع بين التجارب المشتركة والتطورات المتشابهة، إذ تكافح الصين لتحقيق "الحلم الصيني" في حين يناضل الشعب الفلسطيني لبلورة حلم استقلال الدولة وتطالب الشعوب العربية بتحقيق الأحلام المتمثلة في الإصلاح والتنمية والازدهار.. معربا عن توقعاته بأن تشهد علاقات التعاون بين الصين والدول العربية آفاقا أوسع وأجمل كما أعرب عن تمنيه للقضية الفلسطينية العادلة أن تحقق المزيد من الانتصارات.

وحول زيارته لمنطقة الشرق الأوسط مؤخرا، قال المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وو سي كه إن الزيارة التي شملت الأردن ومصر ومقر جامعة الدول العربية تركت انطباعات عميقة، أولها رغبة الجميع في السلام والاستقرار وإنهاء الوضع خارج نطاق السيطرة في ظل مواجهة المنطقة مفترق طرق جديد، والتقدير الواسع لاهتمام قادة الصين بالقضية الفلسطينية، وتفهم كافة الدول لفلسفة الدبلوماسية الصينية وموقفها العادل من القضية وتوقعاتهم بدور أكبر يمكن أن تلعبه الصين في المنطقة.

وأضاف وو سي كه إن غياب السلام في المنطقة أصبح يعرقل الاستقرار والتنمية والازدهار، وأصبحت " الاضطرابات" أول انطباع العالم عن المنطقة.. مؤكدا أهمية تشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي نحو نفس الاتجاه، لإحراز تقدم جديد في عملية السلام والمساعدة على تحسين البيئة الأمنية الإقليمية الهشة.

وأوضح أن هذه لا تعد رغبة شعوب المنطقة والأصوات الحريصة على السلام فحسب، بل ذلك يتماشى أيضا مع الحقائق والمصالح طويلة الأجل بين الأطراف المعنية، كما أن هذا هو الغرض من الجهود التي تبذلها الصين لدفع عملية السلام.

وحول الأزمة السورية قال المسئول الصيني إن سوريا أصبحت مصدرا جديدا للاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي لا تزال القضية الفلسطينية عالقة منذ 60 عاما، مما له تأثير هائل وبعيد المدى على المنطقة برمتها، موضحا أن الجميع يعترف على نحو متزايد بأن الحل السياسي هو الطريق الصحيح الوحيد لحل الأزمة، وهو الموقف المبدئي الذي تصر عليه الصين بشأن الأزمة السورية رغم أن البعض من بلدان المنطقة لم يفهموا الموقف الصين في بداية الأزمة لكن تطور الوضع أظهر نزاهة الموقف الصيني الذي يقضي للسلام والاستقرار في المنطقة.

وأشار المبعوث الصيني للشرق الأوسط إلى أن طريق السلام في المنطقة أصبح ليس سلسا في ظل الصراعات المتعاقبة واحدة تلوى الأخرى، كما أن تعزيز السلام وتسهيل المحادثات أمر صعب للغاية، إلا أنه ينبغي اتخاذ قرارات حازمة من أجل دفع عملية السلام، لذلك تنوي الصين اتخاذ إجراءات بناءة مع المجتمع الدولي لإيجاد بيئة خارجية مفيدة لإخراج منطقة الشرق الأوسط المأزق، استهدافا لرفاهية شعوب الأطراف المعنية، وحق الاختيار، وتحري الموقف السلمي اتجاه بعضهم البعض، وتسوية المنازعات بالوسائل السلمية، وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في وقت مبكر في الشرق الأوسط.

الجريدة الرسمية