موضة السنة دي..."اعمل عبيط"!
عشقي للفنان الراحل "علاء ولي الدين" جعله ضيفا، مرحبًا به طبعًا، على ذاكرتي طوال الأيام القليلة الماضية، وتحديدًا عبارته الشهيرة في فيلم "الناظر صلاح الدين" التي قال فيها: "اعمل ميت"، "ولى الدين" قالها لصديقه "أحمد حلمي" ليهرب من "وصلة الضرب" التي تعرض لها الاثنان.
"اعمل عبيط"...الغالبية المصرية الآن ترفعه شعارا في المعاملات اليومية، فلا مانع أن "يهرس" أحدهم قدمك، وينهي فرحتك بــ"الحذاء اللميع" أثناء محاولة اختراق الأجساد في "مترو الأنفاق" دون أن يكلف نفسه، ولو بابتسامة صفراء، عناء الاعتذار ويقول: "اعمل عبيط".
ومن المؤكد أنه فور نزولك من "حشْرة المترو" ستجد من يحاول اللحاق بالمترو، بعد أن أغلق أبوابه، ويطرحك أرضا، وللمرة الثانية تصطدم بواحد من أنصار " اعمل عبيط"، وصولك للشارع ومحاولاتك التخلص من محاولات " العبيط" المستفزة، من المؤكد أنها ستنتهي بالفشل، فسرعان ما ستجد، مثلي، دراجة نارية مسرعة جدا تسير على الرصيف، لأن الشارع زحمة والإشارة قافلة، والباشا عاوز يعدي، وللمرة الثالثة "عامل عبيط" وأنت تشتم الرصيف والـ"موتسيكلات" والصين "اللي وردت لنا إياه".
وأخيرا تصل عملك و" تتنفس الصعداء"، ولأنك من أنصار " اعمل عبيط"، فلا يوجد لديك عمل والبلد كلها "ثورة"، والمدير يخشى أن يخصم لك يوما أو يكتب في معاليك مذكرة، لأنك، ببساطة كده، "حاتلم" الحبايب وصحاب الحبايب وتعمل مظاهرة أمام مكتب معاليه، ولهذا هو "يعمل عبيط" ويقول: "كفى الله المؤمنين...".
بعد أن تحدث نفسك بالسيناريو السابق أتوقع أن تفتح معاليك جريدتك الصباحية لتفاجأ أن الأمور أصبحت كلها تحت مظلة "اعمل عبيط"، فأن يقوم الرئيس المدني المنتخب بانتخابات حرة نزيهة أول رئيس ملتحٍ ويصلي الصلوات الخمس الدكتور محمد مرسي بتعيين محافظ تابع للجماعة الإسلامية التي أشعلت الأقصر في منتصف التسعينيات، وساهمت بشكل كبير في تراجع حركة السياحة، فهذا لا يعني شيئا إلا أن "أولي الأمر منا" من الممكن أن يخرجوا خلال الأيام القليلة المقبلة ليعلنوا تعديل مشروع "النهضة" ليصبح، باسم الله ما شاء الله، المشروع القومي الأول من نوعه في مصر والدول المجاورة مشروع "اعمل عبيط"، ومن المؤكد أنك، عزيزي القارئ، ستكون "مزنوق" وقتها مثلي في إحدى عربات المترو وأنت "عامل عبيط" وبقية من في العربة يشاركون معاليك في تنفيذ أولى خطوات مشروع الرئيس الع...."اللهم انصرنا".