رئيس التحرير
عصام كامل

السياحة "تحبس أنفاسها" بعد عام من "حلم الانتعاش".. تحتل 32 عالميا.. و5.5 ملايين سائح خلال الـ5 أشهر الأولى من العام..والمستثمرون السياحيون يبدون تخوفا من مظاهرات 30 يونيو

السياحة في مصر
السياحة في مصر

وسط أجواء من الخوف والقلق، يترقب قطاع السياحة، ما ستسفر عنه تظاهرات 30 يونيو الجاري، ضد نظام الرئيس محمد مرسي، فيما تظهر الإحصاءات الرسمية تحسن معدلات الوافدين خلال العام المالي الحالي الذي ينقضي بنهاية الشهر.


ويبدو أن مصير السياحة، سيظل رهينة الأوضاع السياسية والأمنية في مصر، حسب عاملين في القطاع، لتعود من جديد إلى حالة "حبس الأنفاس"، بعد عام من "حلم الانتعاش" وعودة المؤشرات إلى ما كانت عليه قبل اندلاع ثورة يناير 2011.

وسجل الاقتصاد تراجعا، منذ بداية ثورة يناير، إلا أنه واصل تباطؤه في عدد من القطاعات منذ تولي مرسي الرئاسة في يوليو الماضي، فيما خالف قطاع السياحة الاتجاه، مسجلا تحسنا ملحوظا خلال هذه الفترة.

وأظهرت مؤشرات رسمية صادرة عن وزارة السياحة، أن الفترة من يوليو الماضي وحتى نهاية ديسمبر 2012، سجلت ارتفاعا في عدد السائحين الوافدين لمصر إلى نحو 7 ملايين سائح، بزيادة بلغت نسيتها 29% عن نفس الفترة من العام السباق.

كما أشارت الإحصاءات، إلى أن عدد السائحين خلال الفترة من يناير 2013 وحتى نهاية مايو الماضي بلغ 5.5 ملايين سائح، مقابل 5 ملايين سائح في نفس الفترة من العام الماضي 2012.

وقال هشام زعزوع وزير السياحة: "مؤشرات القطاع توضح حدوث تحسن ملحوظ في الأعداد الوافدة إلى المقصد المصري، رغم التوترات السياسية وأحداث العنف التي تخللتها بعض التظاهرات على مدى عام مضى".

وبحسب طارق سعد الدين الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتنمية السياحية فإن "مصر دولة واعدة في الاستثمار السياحي، إلا أن ذلك يتوقف على الاستقرار في الشارع المصري".

وقال سعد الدين:" المستثمرون السياحيون يبدون قلقا وتخوفا من مظاهرات 30 يونيو.. الكل يحبس الأنفاس خوفا من أعمال عنف مصاحبة لهذه التظاهرات".

ووفقا لأرقام وزارة السياحة، حقق القطاع إيرادات بنحو 4 مليارات دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي بنمو نسبته 12%.

وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا.

وتراجع احتياطي النقد الأجنبي للبلاد إلى 16 مليار دولار بنهاية مايو الماضي، مقابل نحو 36 مليار دولار في ديسمبر 2010.

ووفقا لتقرير لمنظمة السياحة العالمية نهاية مايو الماضي، احتلت مصر المركز 22 على مستوى العالم، من حيث عدد السائحين في 2012، رغم الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية المضطربة، متقدمة بذلك خمسة مراكز عن ترتيبها الـ 27 في العام 2011.

كما احتلت مصر المركز 32 عالميا من حيث إجمالي العائدات السياحية التي حققتها في العام الماضي، متقدمة مركزا واحدا عن مركزها الـ33 الذي احتلته في عام 2011.

لكن وزير السياحة قال: "تراجع معدل إنفاق السائح، كان سلبيا بالنسبة لنا، حيث بلغ متوسط الإنفاق في الليلة السياحية 70 دولارا في 2011، مقابل 85 دولارا عام 2010، لكن هذا التراجع تم تعويضه من خلال زيادة معدل الليالي السياحية".

وقال: إن متوسط عدد الليالي السياحية للوافد ارتفع إلى 13 ليلة في 2012، مقابل 10 ليالٍ عام 2010.

وقال إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية: "مؤشرات النصف الأول للعام الحالي مبشرة، لكن نموها يتوقف على الاستقرار في الشارع والتفاهمات التي تتم بين السياسيين".

وأضاف الزيات "استقرار الشارع سيكون له دور كبير في الوصول بعدد الوافدين لأكثر من 13 مليون سائح بنهاية العام الجاري.. حلم الانتعاش ما يزال يراودنا وهذا حقنا".

وقال يحيى أبو الحسن، عضو لجنة السياحة بمجلس الشورى: إن الرئيس استطاع أن يبدد مخاوف صناع السياحة داخليا بعد وصول الإسلاميين للحكم، لكنه لم يستطع بعد تبديد مخاوف صناع السياحة في الخارج بشكل احترافي.

وأضاف أبو الحسن: "القطاع في حاجة أيضا إلى أنماط جديدة، مثل زيادة معدلات السياحة الداخلية، والإلكترونية، حيث لا يزال مرتبطا بمنظمي الرحلات الكبار فقط".
الجريدة الرسمية