مصر المُقالة!
الحكومة الفلسطينية المُقالة، التي دخلت موسوعة جينيس وأضافت إلى قاموس السياسة الدولية كلمة جديدة وهي "الحكومة المُقالة".
فكيف تكون حكومة مُقالة منذ سنوات كثيرة ومازالت تحكم وتتحكم في نصف دولة، بل ويُستقبل رئيسها ووزراؤها بشكل رسمي، كنت أنظر إلى هذا الأمر على اعتبار أنه شاذ لا يوجد له مثيل في أي دولة في العالم، منذ أن خلق الله الأرض وأنه لن يتكرر إلى أن يرثها إلا في فلسطين فقط بسبب وجود حماس أحد فروع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين!!!
وحينما تولى الإخوان الحكم في مصر كان لدي خوف من شبح الحكومة الفلسطينية المُقالة أن يتكرر في مصر، وأن الإخوان سوف يتمسكون بالسلطة حتى ولو فشلوا في الانتخابات، ولكن ما فعلوه فاق تخوفاتي، لأن مصر نفسها على أيديهم أصبحت مُقالة والانقسام والصراع طال معظم مؤسسات الدولة، فبعد عشرة أيام فقط من تولي الرئيس الحكم أصدر قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل.
فأصبح لدينا مجلسين واحد باطل بحكم المحكمة والآخر قائم بقرار جمهوري، كما أن لدينا الآن اثنين في موقع النائب العام واحد بقرار جمهوري حكمت المحكمة ببطلان تعيينه ومازال يمارس عمله وآخر بحكم المحكمة لا يمارس عمله، ولدينا مجلس شورى باطل بحكم أعلى محكمة في البلد ولكنه مستمر في ممارسة عمله، كذلك لجنة تأسيسية باطلة بحكم نفس المحكمة ومع ذلك الدستور الذي وضعته ساريا.
كل المصريين الآن يشعرون أن مصر يحكمها رئيسان واحد قانوني منتخب من الشعب موجود في القصر الجمهوري بمصر الجديدة والآخر لم ينتخبه الشعب موجود في المقطم، ولكنه هو الرئيس الفعلي للبلاد، الشعب لديه رعب من مشكلة سد النهضة الإثيوبي وتأثير ذلك على نهر النيل واحتمال تعرض البلاد للمجاعة والعطش، والإخوان في وادٍ آخر يتحدثون عن ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية، ومصر لم تعد مُقالة داخليا فقط بل خارجيا أيضا فلم يعد لها أي ثقل أو وزن على المستوى الخارجي سواء العربي والأفريقي أو الإقليمي والدولي.
منذ تولي دكتور مرسي الحكم لم يزرها أي رئيس دولة مهمة أو كبيرة وكل رؤساء الدول يطوفون حولها، بل إن طائراتهم تُحلق في مجالها الجوي ولا تهبط في مطارها حتى في سفريات رئيسها الخارجية (22) دولة في أقل من عام الاستقبالات الرسمية الخارجية له كانت مُهينة، فمثلا في روسيا استقبله عمدة مدينة(رئيس حي) في حين أن رئيس اليمن الذي لا أتذكر اسمه استقبلته شخصية كبيرة استقبالا رسميا في المطار وخلال القمة العربية في الدوحة أمير قطر استقبل في المطار نائب الرئيس العراقي (خضير الخزاعي)، وهو منصب شرفي في العراق وشخصية غير معروفة، في حين أن أمير قطر أرسل أحد أبنائه لاستقبال رئيس أكبر دولة عربية وفي زيارته الأخيرة لإثيوبيا استقبلته وزيرة التعدين وتم قطع الصوت أثناء كلمته كل هذا حدث مع الرئيس ولم يغضب مرة واحدة لمصر التي أصبحت في عهده مهانة ومُقالة في الداخل والخارج فهل يحاول الرئيس استعادتها قبل انفجار 30 يونيو..؟
egypt1967@yahoo.com