رئيس التحرير
عصام كامل

لعبة العريان !


هل يمكن أن يخرج نائب رئيس حزب حاكم فى بلدنا بتصريحات شديدة العدائية ضد دولة صديقة، وبعدها يخرج رئيس الحزب بتصريحات يتنصل فيها من هجوم نائبه على هذه الدولة مؤكدًا أنها لا تعبر عن الحزب وسياسته وينتهى الأمر عند هذا الحد ؟!


المنطقى ألا يحدث ذلك .. أولا ألا ينفرد نائب رئيس الحزب الحاكم بتصريحات لا تعبر عن سياسة الحزب خاصة إذا كانت هذه التصريحات تسىء لدولة صديقة مثلما فعل العريان مع الإمارات .. ثانيًا إذا ما حدث ذلك ألا يقتصر الأمر على التنصل من التصريحات فقط .

فلو حدث ذلك فى أى حزب يحترم نفسه سوف يتلو ذلك إجراءات لمحاسبة نائب الرئيس على ما اقترفه من أخطاء خاصة إذا كانت هذه الأخطاء تهدد علاقة الدولة التى يحكمها بدولة أخرى صديقة .

نحن هنا لا نتحدث عن التضحية بنائب رئيس الحزب والتعامل معه مثل التعامل مع كبش الفداء، دائما ما نتحدث هنا عن حزب المفروض أن له سياسة لا يصح لأى عضو ناهيك عن نائب رئيس الحزب أن يخرج عن سياسته وإلا ما كان هناك حاجة لوجود الحزب ذاته .. فما بالنا إذا كان هذا الحزب هو حزب الإخوان الذين لا يفعل الواحد منهم شيئًا ولا يقول أمرًا إلا بتعليمات من رئيسه .

إذن لا تفسير لما حدث فى هجوم العريان العدائى ضد الإمارات وتنصل الكتاتنى منه سوى أننا إزاء لعبة تقسيم الأدوار.. واحد يهاجم وآخر يتنصل من الهجوم وربما ثالث يطيب الخاطر فيما بعد .. وهذا شيء ليس عجيبًا.. ألا يتنصل الإخوان أحيانًا مما يفعله هشام قنديل ويصفون حكومته بأنها ليست حكومتهم، وألا يتنصلون من أفعال مرسى أحيانًا ويقولون إنهم لا يعرفون شيئًا عن قراراته .. ولكنها لعبة باتت مكشوفة .

الجريدة الرسمية