طارق إبراهيم
قبل عدة سنوات أسعدني حظي بالعمل مع كاتب وصحفي من طراز خاص ومتفرد، يعلى قيم المهنية وقواعدها وأدبيات مهنة البحث عن المتاعب فوق الشخصنة وعلاقات الصداقة وأمور التزلف والنفاق، هكذا كان - ولا يزال - الكاتب السعودي البارز طارق إبراهيم – رئيس تحرير صحيفة "الوطن" الأسبق، ورئيس تحرير صحيفة (عناوين) الإلكترونية، الذي تسبقه سمعته المهنية وصدقيته في أي مكان حل أو مقام نزل، وفى أي صحيفة تولى رئاسة تحريرها، ولم لا وشعاره أن "الكتابة الصحفية عمل إبداعي لا يتقنه إلاّ الموهوبون وأنه لا مجال للمجاملة في هذه المهنة"؟
"أبوعمر" – هكذا يحب أن نخاطبه – إنسان رائع بكل ما تعنيه الكلمة، دمث الخلق، حاد الذكاء، يجيد التعامل مع "سيكولوجيات" العاملين معه، ويعرف للموهوبين والمميزين أقدارهم، معنويًا وماديًا، وقد عملت معه سنوات، "مشرف" فترة في "عناوين"، فما وجدت أحدًا يهتم بصحيفته مثله، كان يتابع معى كل تفاصيل العمل لحظة بلحظة، دون كلل أو ملل، يبحث عن السبق والانفراد والكتابة الرشيقة المبدعة الممتعة، فهو يهوى رص الحرف جنب الحرف والكلمة بجوار الكلمة، فإذا أنت أمام عبارات من "لحم ودم"، وقد تعلمت منه الكثير في عالم الصحافة الإلكترونية واستفدت من خبراته، كما استفدت كثيرًا من عملي مع الأساتذة عادل حمودة وإبراهيم عيسي وعبدالله كمال، وبالطبع الأستاذ عصام كامل.
ولم يكن النجاح الذي حققه طارق إبراهيم – مع حفظ الألقاب والمقامات – سوى حصاد سنوات طويلة من العطاء لمهنته التي يعشقها كما لم يعشق شيئا آخر، وهو الأمر الذي دفعه في بداية حياته الصحفية إلى الخوض في حقول الألغام، حيث قام بتغطية الهجوم الإسرائيلي على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بتونس عام 1985، وحرب الخليج الثانية عام 1991، وحرب البلقان عام (1994)، وإليه يعود الفضل في قيادة قاطرة الصحافة الإلكترونية، حين ترأس صحيفة "الوفاق" فجعلها واحدة من أنجح وأبرز الصحف الإلكترونية السعودية، ثم أسس إحدى أنجح شركات العلاقات العامة والإعلام في السعودية وهى شركة "الطارق للإعلام" الذي يترأسها الكاتب والإعلامي البارز سلطان البازعي، ويشغل هو موقع نائب الرئيس التنفيذى لها.
والحقيقة أننى مدين بالفضل لصديقى العزيز الدكتور أكرم خميس، لأننى تعرفت من خلاله على صحفي كبير بحجم ووزن طارق إبراهيم، فتحية مودة وتقدير واحترام له ولـ "أبوعمر".