الفراعنة الذين كانوا "Chi erano i faraoni"
مَشهَـــــد خارجي الإثنين 25 يناير 2030 (نهار) ميدان "مُصعَــــب أبوشتية" المعروف بميدان (أبوشتية) وكان هذا المكان قبل سنوات يُعرَف بـــ ميدان_طَلعت_حرب !!!
مجموعة من العمارت المصطفة والألوان الممتزجة في منظر ركيك..باعة جائلون رثي الثياب سيدات مُتشِحات بالسواد يمرُرنَ في استحياء على جانِب الطريق يسترقن النظر عبر الثقوب الصغيرة التي حَلت محل عيونهِن فيما يرتدينه يكسر حاجز التأمل لـــ فريدة سؤال ابنتها ريم المُتَملمِلة على كُرسيها ودار بينهما الحوار الثاني ،،،،،،
-" ريم": مامي..... أنا قرفت موت مِن المشاهِد دي والناس دول هاتخلصي إمتي بأه
الأم " فريدة" -قرفتي!!!! من إيه في حد يقرف من بلده؟
-ريم مُتعَجِبة بكثير من الامتعاض: بلدي!!!!!...التخلف ده بتسميه بلد ؟؟، الزبالة اللي في كل مكان وبتسميها بلد...الناس الغريبة دي المتغطيين كلهم كأشباح دول مواطنين...دي بلد !!!!
أنا بلدي هي إيطاليا يا اللي كبرت واتربيت فيها لو انتي مُصِرة إنها بلدك انتي حرة
ترد عليها أمها "فريدة " بِحدة: اتلمي بلدك غصب عنك بلد أمك وأبوكي تبقا بلدك
-تقف ريم بعصبية: هاستناكي في الأوتيل لأني مِش هاستحمل الجو المقرف ونظرات الناس المتخلفين دول أكتر من كده تشاو ماميتا
-تراقبها فريدة بعينيها إلى أن تختفي ابنتها الشابة عن أنظارها وتفيق من شرودها.......
على صوت غسان الماكيير اللبناني الموهوب الذي هَرب إلى ايطاليا بعد اشتعال الوضع في لبنان جرًا دعم حزب الله للنظام السوري آنذاك فكان رد إسرائيل عنيفًا مدعومًا بأنظمة عربية إسلامية عميلة كانت موجودة آنذاك قبل تقسيم المنطقة،،،
وكانت فريدة النجمة المصرية المحبوبة تدأب على دعم كل عربي تصادفه في إيطاليا التي استقرت فيها هي وزوجها وبِضعُ ممن تبقوا من عائلتها كما دأبت أيضًا على أن تُعلم اولادها اللغة العربية بلهجة مصرية خالصة كي لا ينسوا يوما أنهم مصريون
سألها غسان بصوت خافِت: شوبكي مدام..كأنك بكيانة
-" فريدة" أبدًا يا غسان يالله شوف شغلك أنا بجد عاوزة اليوم ده يخلص
-" غسان" ولايهمك حبيبت ألبي يالله غمضيلي عيونك خليني بَلِش شُغل
وأغمضت فريدة عينيها وراحت في سبات دام لمدة عشر دقائق أصابتها خلالهم حالة من النوستالجيا عبر هُتاف: يسقُط يسقُط حُكم العَسكـــر
أيوه بنهتف ضِد العسكر....
"فريدة"... اجري اجري جايين من ناحية شارع منصور هايعملوا علينا كماشة اجري انتي وأنا هاحمي ضهرك انتي والبنات يالله.
كانت هذه الجُملة لرفيق الكِفاح أحمد مُسعد الذي كاان شريكًا في الثورة مُناضلًا حقيقيًا وعاش للقضية ومن أجل إعلاء قيم الحق والعدل والخير أِعتُقِل في عهد مبارك وقُتل على يد ميليشيات أول نظام بعد ثورة يناير وهو نظام الإخوان ،،،،
و انهمرت دموعها كأسواط نار تحرق وجنتيها
فأردف غسان: لأه لأه لاه شو صار ؟
فتحت فريدة عينيها ونظرت له في حزن هو باولو مش هايرضا يأجل انهارده صح ؟؟
هَز غسان رأسه نفيًا وأردف: لِك حياتي الله يوفئك هِنن 24 ساعة خليهُن يمرئو عاخير
ولاتنسي هيدا آخر مشهد.
مسحت دموعها وأردفت: كَمِل يا غسان
خَطت فريدة بخطوات ثابتة نحو اللوكيشن وأومئت لــ باولو بيدها مايفيد أنها جاهزة للتصوير.
و صاح: تِر..دوي...أونو
وبدأ المشهد الذي يُمثِل جزءا من مسيرة فريدة الشخصية كفنانة مصرية ثورية حتي النُخاع.
حَلُمَت بمستقبل أفضل لبلادها وعبر حركات ثورية كانت فاعلهً فيها
كانت تُلقي قصيدة نجيب_سرور (لتُلهب مشاعر الشباب أثناء مسيرة تُندد بحُكم الإخوان وتُطالب بتنحيهم قاتلي رفيق الكفاح ومن سلبوا الوطن كرامته وهويته ) يا مصر يا وطنى الحبيب! يا عش عصفور رمته الريح في عش غريب.. يا مرفأى، آت أنا آت.. ولو في جسمى المهزول آلاف الجراح.. وكما ذهبت مع الرياح.. يوما أعود مع الرياح.. ومتى تهب الريح؟ أو هبت.. فهل تأتى بما يهوى الشراع؟ ها أنت تصبح في الضياع.. في اليأس.. شاة عاجزة.. ماذا لها ـ أن سلت السكين ـ غير المعجزة؟!
وانهمرت دمعها من القلب فأشار لهم باولو بألا يوقفوا الكاميرا
فأردفت عبر دموع مُختلطة بالوجع في حالة هستيرية لو كانوا نِزلوا
لو كانوا نِزلوا... لو كانوا نِزلوا يمكن كان الحال بقا غير الحال.
لو كان كل واحد وواحدة قعدوا في بيوتهم واعتمدوا عـالجيش نزلوا وطالبوا بحقهم في الـــ 7000 حضارة مكانش ده بقا الحال.
مكانتش بنتي قرفت من بلد أبوها وأمها وشافتها بلد مُقرف وناس متخلفين
بنتي ومن هم في سنها معذورين لاشافوا مصر ولا عرفوها غير من كلامنا اللي مش بيصدقوه.
لا باقي آثار تثبت الكلام ولا نيل نحلفلهم بيه
ضيعوا البلد ضيعوا البلد وتسقط فريدة مغشيًا عليها في حقيقة صادمة كانت أصدق بكثير من الإسكريبت المكتوب..