خبير إستراتيجي: الجيش المصري لن يتورط في إسقاط نظام الأسد
قال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الإستراتيجي في أكاديمية ناصر العسكرية بمصر: إن "الجيش المصري لن يتورط في إسقاط نظام بشار الأسد بسوريا".
واعتبر كاطو، أنه "ليس من حق الرئيس محمد مرسي اتخاذ قرار منفرد بمشاركة الجيش في أي حرب رغم كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة".
وكان مرسي -مساء السبت الماضي- قد قطع العلاقات تماما مع النظام السوري الحالي، مضيفا أن مصر، شعبا وجيشا، لن تترك الشعب السوري حتى ينعم بحريته.
كما دعا الرئيس مرسي إلى "فرض حظر جوي فوق سوريا عبر قرار من مجلس الأمن الدولي".
وتابع كاطو أن "الرئيس محمد مرسي لا يملك الحق في إرسال قوات عسكرية إلى سوريا دون موافقة مجلسي الدفاع الوطني والأمن القومي".
وعن الفارق بين مشاركة الجيش المصري في حرب تحرير الكويت عام 1991 وبين مسألة مشاركة الجيش المصري في الأزمة السورية، قال: إن "حرب تحرير الكويت كانت لها ظروفها الخاصة، حيث اعتدت العراق على الكويت وحاولت طمس هويتها".
وأضاف كاطو، الذي شغل منصب رئيس شعبة العمليات في الجيش الثاني الميداني، أن "المشاركة في تحرير الكويت كانت ضمن نطاق عالمي".
وعن سبب عدم مشاركة الجيش المصري في الأزمة السورية في رأيه، قال: إن "الأمن القومي المصري السوري أمن متبادل، ولا يمكن لجندي مصري الاعتداء على جندي سوري".
ومضى قائلا: إن "دستور البلاد، الذي أُقر في استفتاء شعبي في شهر ديسمبر الماضي، نص على أن مجلسي الأمن القومي والدفاع القومي لها حق التشاور في شأن مشاركة الجيش المصري في أية عمليات عسكرية".
وأشار إلى أن الدستور ينص على أن دور الجيش المصري هو حماية الأمن الوطني داخل مصر، معتبرا أن "الوضع الراهن الداخلي لا يحتمل هذه المشاركة".
وأضاف أن "الشعب المصري لن يوافق على مشاركة جيشه في شأن داخلي لبلد آخر، خاصة وأن البلدين كان بينهما وحدة في وقت سابق وكانا جيشا واحدا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر".
واتحدت مصر وسوريا ما بين عامي 1958 و1961 تحت اسم "الجمهورية العربية المتحدة"، ورأسها عبد الناصر.
ووصف كاطو قرار الرئيس مرسي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري بأنه "قرار حماسي لم يناقشه خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الذي عقد يوم 11 يونيو الجاري".
وقال مرسي أمام "مؤتمر الأمة المصرية في دعم الثورة السورية.. معا حتى النصر"، بالعاصمة المصرية القاهرة يوم السبت الماضي "لقد قررنا اليوم قطع العلاقات تماما مع النظام السوري الحالي، وإغلاق سفارته في القاهرة، وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق".
وخلال الأيام القليلة الماضية تكثفت في العاصمة المصرية فعاليات دعم الثورة السورية، إذ نظم علماء مسلمون من عدة دول مؤتمرا حاشدا يوم الخميس الماضي تحت عنوان: "مؤتمر موقف علماء الأمة من أحداث سوريا"، دعوا فيه إلى فتح باب "الجهاد" في سوريا بالنفس والمال.
وفي خطبة جمعة خُصصت لدعم الثورة السورية، دعا محمد العريفي، رئيس الاتحاد العالمي للدعاة، المصريين إلى نصرة الشعب السوري، وحذر العريفي، في الخطبة التي ألقاها من مسجد عمرو بن العاص، من أن سيطرة الشيعة على بلاد الشام ستقودهم إلى السيطرة على بقية البلدان العربية.
ومنذ 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، وقد أودت المعارك بحياة أزيد من 93 ألف شخص في سوريا، بحسب الأمم المتحدة.