رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء: إيران بدأت حربًا نفسية لمواجهة قرارات تسليح المعارضة بسوريا... خبير عسكرى: طهران تتعمد تسريب معلومات لمواجهة البيت الأبيض... محلل سياسى: إيران لن تعلن إرسال الحرس الثورى لدمشق

 تسليح المعارضة بسوريا
تسليح المعارضة بسوريا - صورة ارشيفية

اعتبر خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون أن إيران بدأت حربا نفسية عبر تسريب أنباء عن إرسال قوات من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا، ثم نفيها، وذلك لمواجهة الوضع الدولي عقب موافقة الولايات المتحدة الأمريكية تسليح المعارضة السورية.


ورأى الخبراء، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، اليوم الاثنين، أن هذه الأنباء من شأنها إضعاف فرض الحل السياسي في سوريا، وتعقيد المساعي الدولية نحو انعقاد مؤتمر "جنيف 2".

ويعد "جنيف 2" تطويرًا لمبادرة "جنيف 1"، التي انطلقت في 30 يونيو 2012 وطرحها المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بهدف إنهاء النزاع الدائر في سوريا منذ مارس 2011.

وكان اﺗﻔﺎق "ﺟﻨﯿﻒ1" قد دعا إلى حل الأزمة سياسيًّا عبر تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برلمانية وتعديلات دستورية، غير أنه لم يشر إلى مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، مما أثار خلافات دولية.

وقال العميد متقاعد صفوت الزيات الخبير العسكري المصري، لـ"الأناضول": إن "طهران تعمد إلى تسريب معلومات لمواجهة الوضع الدولي الجديد، بعدما أعلن البيت الأبيض مؤخرا دعم المعارضة السورية بالسلاح".

وأضاف الزيات: أن "وجود الحرس الثوري في سوريا وصل إلى درجة التشبع، كما أن تواجده لا يقبل الشك، مثل تواجد جماعة عصائب الحق المنشقة عن الصدريين والمدعومة من (نوري) المالكي (رئيس الوزراء العراقي)، وكذلك الميليشيات العراقية مثل لواء أبو الفضل العباسي، وغيرها".

واعتبر أن "الأنباء حول تكثيف إيران لتواجدها العسكري بمثابة رسالة من طهران مفادها أنها مستعدة إلى أن تصل إلى آخر مداها في مواجهة ما أعلنته دول عربية عن مشروعية الجهاد نصرة لسوريا".

وعقد في مصر يوم الخميس الماضي مؤتمر "موقف علماء الأمة من أحداث سوريا"، بحضور حشد من الدعاة والعلماء من عدة دول عربية وإسلامية، بينهم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ودعا في ختام أعماله إلى فتح باب الجهاد في سوريا بالنفس والمال والسلاح.

كما أعلن الرئيس المصري محمد مرسي في "مؤتمر الأمة المصرية في دعم الثورة السورية.. معا حتى النصر" يوم السبت الماضي "قطع العلاقات تماما مع النظام السوري الحالي"، وقال: إن "مصر، شعبا وجيشا، لن تترك الشعب السوري حتى ينعم بحريته".

من جهته، قال المحلل السياسي طلال عتريسى عضو الهيئة الاستشارية في مركز "باحث للدراسات" بلبنان: "لو أرادت إيران أن ترسل دفعات من قوات الحرس الثوري الإيراني فهى لن تعلن عن ذلك، لأن ذلك يخالف القانون الدولي".

وعن تأثير تلك الأنباء على فرص حل الأزمة في سوريا سياسيا، رأى عتريسي، في تصريحات لـ "الأناضول" عبر الهاتف: إن "هذه الأنباء من شأنها إضعاف فرض الحل السياسي في سوريا، وتعقيد المساعي الدولية نحو انعقاد مؤتمر جنيف - 2.. وإيران تعلم ذلك، لذا لن تعلن في حال مشاركتها عن وجود قوات لها في سوريا".

وقد نفى مسئول سياسي إيراني رفيع المستوى ما تردد عن وجود أفراد من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، معتبرا أنه "كذب وافتراء".

ومضى المسئول الإيراني قائلا: إن "إيران لم تقرر بعد التدخل في سوريا ولو رغبت في ذلك ستعلن تدخلها بوضوح دون مخافة من أحد".

وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية قد نشرت أمس الأحد مقالا للكاتب البريطاني روبرت فيسك، قال فيه: إن إيران تعتزم إرسال 4 آلاف من قوات الحرس الثوري إلى سوريا لدعم قوات نظام بشار الأسد.

وقوات الحرس الثوري هى أحد أركان القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقائدها الأعلى هو قائد الثورة الإسلامية.

وينضوي تحت هذا الحرس، قوات التعبئة العامّة المعروفة باسم "الباسيج"، والحرس الثوري يضم القوات البرية والبحرية وسلاح الجو والاستخبارات الخاصة به، علاوة على القوات الخاصة.

ويضم في صفوفه 90 ألفا من الجنود النظاميين ونحو 300 ألف من جنود الاحتياط.

ونقل "فيسك" عن مصادر موالية لإيران، ومشاركة بشكل عميق في أمن طهران، بحسب وصفه، قولها: إن "إيران ملتزمة تمامًا بالحفاظ على نظام الأسد، حتى إلى حد اقتراح فتح جبهة سورية جديدة على مرتفعات الجولان ضد إسرائيل".
الجريدة الرسمية