رئيس التحرير
عصام كامل

من أضاع مصر؟


ما أكثر ما نسمعه من أخبار أقل ما توصف به أنها مفزعة وترتعد منها فرائصنا وكأن مصر قد أصبحت على طريق الضياع وكأننا قد اتفقنا على كابوس ليلى طويل وتبددت أفراح الثورة وتوقعاتها وأهدافها ..


وبدأنا نسمع عن تلك الوثائق التى نشرتها إحدى الجرائد والعهدة عليها للمهندس خيرت الشاطر والتى توضح أن هناك بالفعل مخططا محكما وحبكة درامية للقضاء على مصر .. وأن مصر ليست سوى إحدى الخطوات فى مخطط أوسع وأكبر ليس من بينه مصلحة مصر والوطن، بل إن مصر هى جزء فى مخطط أوسع ولكن لابد أن سبق ذلك خطوات عديدة لتمكين حكم الإخوان على حد ما جاء بالجريدة، وقد جاء بهذه الوثائق المنشورة بأن حصار الاتحادية والترقب لها قد كان مخططا له لفض ذلك الحصار ووقوع الكثير من الضحايا وأنهم لم يكن يتخيلوا كم الضحايا الذين وقعوا هناك، أيضاً الاعتراف الذى تضمنته الوثيقة وهى أنهم قد حاصروا المحكمة الدستورية والتأسيسية والشورى أى أنهم قد نقلوا كل ما رأيناه وقد كان محل غموض ونكران منهم ..

وكأننا بالفعل قد صرنا أمام مؤامرة كبرى وأننا قد أصبحنا أوراق أو قطع شطرنج يتم تحريكها من قبل ليس فقط الحكومة الفعلية أو الرسمية ولكن من حكومة أو سلطة أخرى غير رسمية وأياً كانت صحة هذه الوثائق من عدمها فإن ذلك الكلام لا يمكن أن نمر عليه مرور الكرام وهو لابد أن يكون مصدرا ..

ولم يقتصر الأمر عند ذلك الحد بل إنه قد تطرق إلى أطرف خيط لمؤامرة خارجية أى أن حكم الإخوان وفق ما صدر فى هذه الصحيفة يؤكد على أنها لا تعدو أن تكون سوى مقصورة أمامية لتحقيق مصالح وقوى خارجية أخرى سواء كانت إقليمية أو دولية .. وتحدثت عن وجود صفقة ما بين الطرف الرئيسى فى النظام الدولى وهى الولايات المتحدة وما بين جماعة الإخوان المسلمين لكى تمرر لهم الوصول إلى الحكم وذلك فى مقابل الالتزام بمجموعة من الشروط يأتى على رأسها ضمان الأمن الكامل لإسرائل وإيجاد وطن بديل للفلسطينيين أياً كان مكان ذلك الوطن ولكن هناك أيضاً أحد الشروط الهامة وهى ضمان ألا يتم إطلاق طلقة على إسرائيل من قطاع غزة وهذه الموضوعات كلها لا يمكن أن يضمن تحقيقها الإخوان ..

ولكن وجهة نظر الأمريكان لم تكن صائبة كما أن هناك عاملا آخر لهم فى هذه المعادلة يمكن أن يعوقها وهو القوات المسلحة التى ولاؤها فقط للوطن ولا يمكن أن تستجيب لأية حكومة أياً كانت الحقائق التى تنطوى عليها هذه المعلومات ولكنها لابد أن تخيفنا ولابد أن تؤدى إلى حدوث قلقلة ما بين صفوف الشعب ولاسيما فى ظل هذه الأحوال الاجتماعية والاقتصادية التى تنذر كلها بعواقب وخيمة.. وهذه كلها قد تزيد من توتر الموقف وتلقى بظلال من الشك حول كل ما يحدث وتؤكد أو تزيد من احتمالات أن هناك أمرا ما غير طبيعى يحدث أو أننا على الأقل قد عرضنا عن طريق المستهدف أو الذى تبغاه .
gamilgorg@gmial.com
الجريدة الرسمية