رئيس التحرير
عصام كامل

زمن أيمن وأم أيمن

فيتو

كلنا طبعا يعرف أم أيمن، ماذا! هل هناك من لا يعرفها؟! يا سادة أنا أتحدث عن المرأة الإخوانية التي أحضروها من المطبخ ذات يوم ووضعوها في مجلس الشعب ثم في الهيئة التأسيسية للدستور، أم أيمن التي خرجت علينا ذات يوم من إحدى النوافذ الإعلامية الإخوانية لتقول لنا ـ بعد اليوم العظيم الذي تم فيه محاصرة قصر الاتحادية.
 
إنها كانت تقف في إحدى شرفات قصر الاتحادية يوم حصاره ورأت بعض الشباب والفتيات يمارسون الفحشاء داخل الخيام، حبكت يا أم أيمن، وأمام قصر الاتحادية! وحضرتك قاعدة متفرغة لرؤية الشاب وهو يمارس الفحشاء مع الفتاة، ويبدو أن الست أم أيمن كانت تندب حظها وقتها، والدنيا حظوظ، وقد كان حظها في بدر البدور الذي لا يهش ولا ينش إلا مع الصحفيات المستجدات اللائى يدخلن عليه، بأمارة الشيخ الخطيب الذي عرف أن بدر مارس الفحشاء مع فتاة ومع ذلك صنع لنفسه أذنا من طين وأخرى من عجين.

ما علينا، المهم أن الست أم أيمن هذه لها قصة، ولها تاريخ، حتى أن البعض ظن أنها ليست أم أيمن فقط، ولكنها أم أيمن نور، لماذا؟ لأن أيمن نور تعود على ممارسة الفاحشة الحلال، ولعل أحدكم سيسألني: وهل هناك فاحشة حلال؟ نعم يا سادة يا كرام، في عرف بعض السياسيين أن الفاحشة في أحيان كثيرة حلال، ولعلكم تذكرون يوم أن نزل أيمن نور انتخابات الرئاسة ضد حسنى مبارك عام 2005، كان الجميع يعرف وقتها أن أيمن نور هو مجرد محلل لانتخابات رئاسية صورية، ولكنه وقتها كان غرا قليل الخبرة، تجاوز دوره المرسوم له فأدخله مبارك السجن بضع سنين، وبدخوله للسجن ارتدى ثوب المعارض الذي حُبس لأنه يعارض مبارك، والأمر كله لم تكن فيه معارضة ولا يحزنون.

لعل أحدكم سيسأل: ما هي الحكاية؟ وما الذي جمع أم أيمن بأيمن نور؟ وما هذا الرغى الذي ألقيته في آذاننا؟ طبعا الحكاية لها أصل، ذلك أننى دخلت كعادتى إلى الحانة فوجدت صاحبها عم بعضشى يهرع لى وهو يقول: الحق يا أبو يكح، يوجد لدينا ضيف في الحانة.

قلت له: من هو الضيف يا عم بعضشي؟ ولماذا أراك مضطربا بعض الشيء؟.
رد الرجل همسا وهو يزدرد ريقه: أيمن نوووور.
قلت متعجبا: أيمن نور ! أيمن نور ذات نفسه.

قال بعضشي: هو بعينه، والغريب أن هناك سيدة تنتظره في سيارة بالخارج وتحمل معها منظارا مكبرا تنظر إلينا من خلاله.

زاد عجبي: سيدة ! منظار ! من هذه السيدة يا بعضشي؟
بعضشي: أم أيمن.
قلت مستفهما: أم أيمن نور؟!.
بعضشي: لأ، أم أيمن التي كانت في مجلس الشعب وفى تأسيسية الدستور.
استدركت: آآآه تلك السيدة التي كانت تشاهد الفاحشة من شرفة قصر الاتحادية.
بعضشي: هي بعينها.

نحيت عم بعضشى جانبا ودخلت مسرعا إلى الحانة فوجدت أيمن نور يجلس مع بعض روادها من أهل الحارة وأمامه قدح الجعة المسكر، وحين رآنى هب واقفا وتقدم لى مسلما، وكان عجبى أن قبل وجنتى وكأنه يعرفنى منذ زمن، مع أن هذه هي المرة الأولى التي آراه فيها.

يا أهلا وسهلا بالأستاذ أيمن نور يا مرحبا يا رجل: قلتها له وأنا أهم بالجلوس على مقعد أمام الطاولة.
تغير وجه أيمن وقال: لو سمحت، قل لى يا دكتور أيمن فأنا أحمل الدكتوراه.
سألته: أعتذر لك يا عزيزي ولكن متى حصلت على الدكتوراه.
أيمن نور: حصلت عليها عام 1996
أكملت: ومن أين حصلت عليها وفى أي شيء.
أيمن نور: حصلت عليها من روسيا في القانون الدستورى.
قلت مندهشا: روسيا، وقانون دستورى ! يا سيد أيمن أجبنى بالله عليك، هل سافرت روسيا من قبل.
قال أيمن: لا لم أسافر، ولكن لماذا تسأل؟
قلت: إذن كيف أعطوها لك؟
قال: عادى جدا هذا هو أسلوب جامعات روسيا، أعطوها لى بالبريد إذ لم يكن النت متوافرا وقتها مثل الحاصل الآن.

قلت وأنا أرفع قدح الجعة لفمي: وأين رسالة الدكتوراه الخاصة بك؟
قال: لا توجد رسالة للدكتوراه فروسيا مختلفة عن باقى دول العالم، هناك نأخذ الدكتوراه بتلغراف وليس برسالة، وعندما تطورت الدنيا أصبحت روسيا تعطى الدكتوراه عن طريق الإيميل، أو ماسج موبايل، العلم يتطور يا أخ أبو يكح ونحن في مصر ما زلنا نعيش في ظل الأوهام القديمة.

قلت: إذن سأناديك بالدكتور أبو ماسج على شرط أن تنادينى بالأستاذ، فأنا أستاذ أبا عن جد.
قال: وهو كذلك لا مانع عندى.
قلت: ما الذي تريده يا دكتور ماسج؟
قال هامسا وهو يقترب بفمه من أذني: أريدك أن تجلس مع المهندس خيرت الشاطر.
سألته: لماذا؟
قال: لا أعرف، هو قال لى إنه يريد الجلوس معك لأمر مهم جدا.
قلت: وأين سنلتقي؟
قال: في بيتى العامر حيث سنجلس على حافة حمام السباحة، ومن حيث نرى النيل العظيم.
قلت: النيل الذي سيجف قريبا؟
قال: لا تخشى من هذا فالإخوان يفكرون في كل شيء، فلدى المهندس خيرت الشاطر مشروع مائى عظيم سيجعلنا ننسى النيل بأسره ولا نهتم بما سيحدث له، نحن ندخل يا عزيزى إلى عصر التكنولوجيا.

قلت مستفهما: وما هو هذا المشروع؟
قال: سيحول خيرت الشاطر مكان نهر النيل ـ الذي سيجف ـ إلى حمامات سباحة، وبذلك تتحول مصر إلى منتجع سياحى سيكون الأعلى في العالم، كما سيترتب على ذلك أن تصبح مصر نائمة على حمام سباحة، مياهه مطهرة بالكلور، وبذلك نضمن عدم تلوث المياه.

لم ينته الحوار بيننا، إذ أننا حددنا موعدا للقاء في بيت أيمن نور، وفى الشرفة الكبيرة المتسعة جلسنا سويا، ثم بعد فترة قصيرة هل علينا المهندس خيرت الشاطر، فقام أيمن مقبلا وجنتيه، وأقبل على الشاطر بود شديد، وعن بعد لمحت السيدة أم أيمن وهى تجلس على طرف بعيد من الشرفة وتمسك المنظار المكبر انتظارا للحظة الحوار الحاسمة.

بدأ الشاطر الكلام: نحن نحبك جدا يا أخ عمرو.
أنا: عمرو من؟ أنا اسمى أبو يكح الجوسقى.
الشاطر: لا يا عزيزى نحن نعرف دبة النملة، أنت اسمك عمرو وكنيتك أبو يكح الجوسقي، ونحن نحب كل عمرو، وكل عمرو يحبنا.
قلت وأنا اعترف: كيف اطلعتم على هذا السر! أنا فعلا اسمى عمرو.
الشاطر: ألم أقل لك إننا نعرف دبة النملة، المهم يا أخ عمرو لأننا نحبك فقد فكرنا في أن يستقيل الرئيس محمد مرسى نظرا للحرب الشعواء التي تمارسها المعارضة ضده، ونحن لم نجد أكفأ منك ليتولى شئون البلاد في الفترة القادمة، نعم يا عزيزي، ستكون هناك انتخابات رئاسية مبكرة، ونحن لا نقبل حمدين، ولا نطيق أبو الفتوح، ولا نحب البرادعي، وطبعا تعرف أن شفيق هو عدونا الأكبر، لذلك فإننا قررنا أن ندفع بك أنت لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة ولكن لنا شروط.

تنحنحت من الزهو والخيلاء وقلت للشاطر: والله يا أخ خيرت أنت تعرف حبى للإخوان، وتعرف أن سبب غضب مبارك منى هو أننى كنت أدافع عنكم أمامه، وقد حزنت جدا عندما قام شبابكم بسبى وشتمى أكثر من مرة، ومع ذلك فقد اعتبرت أن هؤلاء الشباب تصرفوا معى دون أوامر منكم، ويكفينى فخرا أن كل قيادات الإخوان لم تتحدث عنى إلا بشكل إيجابى.

ابتسم أيمن نور وقال: صلوا على النبى يا جماعة لا مجال للعتاب الآن، نحن نوفق رأسين في الحلال، وما ستفعلونه الآن هو زواج متعة، وزواج المتعة حلال إن شاء الله.

استمر الحوار دائرا وأخذنى الزهو وأنا أسمع خيرت وهو يمتدحني، وخرجنا من الحوار دون أن نتفق على شيء محدد، كان كل الكلام يدور في دائرة أننى يجب أن أساهم في تهدئة جبهة الإنقاذ حتى لا تندلع أعمال تخريب تضر بالبلاد، وأثناء اللقاء كنت أرى الست أم أيمن وهى تنظر إلينا من خلال منظارها المكبر، أما أيمن نور فقد كان يمارس ببراعة دور الخاطبة.

وبعد أن خرجت من اللقاء عرفت أن اللقاء كان مسجلا صوت وصورة، وأن الكاميرات أحاطت بالمكان ونقلت التفصيلات بدقة شديدة، وعرفت أيضا أن المنظار المكبر الذي كان مع الست أم أيمن ليس للتكبير فقط، ولكن للتسجيل أيضا، وأنه سجل اللحظات الحساسة للقاء، وعلى إحدى القنوات الإخوانية قالت أم أيمن: كنت في شرفة أيمن نور وشاهدتهم وهم يمارسون الفحشاء، فقد كانت أم أيمن هي مسئولة ضبط الفاحشة بالجماعة.
الجريدة الرسمية