داود أوغلو يحلل مواقف مجموعات "أحداث تقسيم"
أوضح وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو"، في لقاء صحفي أجراه مع صحيفة "ستار" التركية، أن الأحداث التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة، ولدت لديه مجموعة من المشاعر المختلطة المعقّدة، مشيرًا إلى أن خمسة مجموعات أساسية كانت داخل معادلة الحراك.
وأضاف داود أوغلو، أن المجموعة الأولى تعبر عن براءة ورقي ومشاعر جياشة تجاه البيئة والمحافظة على نظافة المدن، والمجموعة الثانية هي مجموعة من الشباب اندفعوا بفعل الطاقة الاجتماعية وغالبيتهم من مواليد التسعينات، ويمكن وصفهم أيضًا بجيل التطور الاتصالاتي. فيما يقع رجل الدولة الذي يعمل من أجل مستقبل البلاد ورفاهها وحمايتها من المكائد والجماعات المحرضة ضمن المجموعة الثالثة، وتلك المجموعة تخشى دائما من فوضى محتملة من الممكن أن تقع، والتي من الممكن أن تفتح الباب على مصراعيه أمام الفئات التحريضية التي ستستغل تلك الأحداث، من أجل تحقيق مختطاتها وتصفيه حساباتها في البلاد.
وأوضح داود أوغلو، أن على الدولة التعامل مع الشباب كأستاذ أو مثقف، خاض الكثير من المغامرات في حياته، لكن وفي الوقت عينه، عليها أن تتعامل مع المحرضين بكل جدّية وفق موقعها كدولة، أي أن تعاملها المرن والمتفهم مع المثقفين والشباب لا يجب أن يؤثر على حقيقة وجود مجموعات تحريضية ينبغي التعامل معها بجدية، والعكس صحيح، لأن أولئك الشباب المثقف هم الطاقة الحقيقية في تركيا، وخسارتهم شيء لا يعوض.
وأشار داود أوغلو، أن المجموعة الرابعة، تعمل على مبدأ "تلقف الفرص" أو "امتطاء الأمواج"، وأن نقل الموضوع إلى ساحة لعبة سياسية تلعب معهم على نفس الوتير والريتم، سيشكل خطرًا على الحياة السياسية والديمقراطية في البلاد، ومثال ذلك سياسات حزب الشعب الجمهوري المعارض ومن يحيط به، إذ لم تكن البيئة في يوم من الأيام ضمن أجندته وبرامجه، لكنه سرعان ما عمل على الاختباء وراء تلك الموجة ومن ثم امتطائها.
ونوه داود أوغلو، أن تلك المجموعة التي يمكن وصفها على أنها من النخبة الاقتصادية السياسية، هي في الحقيقة مدركة تمامًا حقيقة استحالة وصولها إلى السلطة في ظل ظروف طبيعية، لافتقارها إلى الحاضنة الشعبية، لذا عملت جاهدة على تأجيج الأحداث وإدخالها ضمن دائرة الاضطرابات، بغية استثمارها سياسيًا، لذا نرى أنها تتزامن مع فترة تحقق فيها مؤشرات الاقتصاد التركي أرقامًا قياسية.
وعن المجموعة الخامسة، أوضح وزير الخارجية التركي، أنها تتألف من وسائل الإعلام العالمية، التي لعبت دورًا مهما في تأجيج الاحتجاجات، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام العالمية التي لطالما سعت لإحباط الأتراك، مارست تلك العملية قبل عشر سنوات، وحاولت اقناع الرأي العام أن طموحات تركيا في التطور ما هي إلا أحلام.