سليمان خاطر
منذ 27 عاما كان المقاتل سليمان خاطر يقف فى خدمته لحماية نقطة حيوية على أطراف سيناء، ولاحظ تسلل عدد من الجنود الصهاينة، فحذرهم، لكنهم استمروا فى محاولة دخول أرض سيناء الطاهرة، فما كان منه إلا أن أطلق نيران سلاحه الآلى فقتل ستة عشر صهيونيا، واكتشفت قواتنا المسلحة أن القتلى من عناصر الاستخبارات الإسرائيلية، فهاجت إسرائيل وماجت، ولاذت بكنزها الاستراتيجى (مبارك) الذى أقام الدنيا ولم يقعدها، وأمر بتقديم البطل سليمان خاطر إلى المحاكمة العسكرية!
لم تكن تهمة البطل التقاعس عن أداء واجبه فى حماية الحدود، بل قتل عناصر الموساد المتسللين إلى أراضينا!
أثار نبأ إحالة خاطر إلى المحكمة العسكرية سخط جميع القوى الوطنية المصرية والعربية، فأصدر المخلوع – بأمر الله – قراره بقتل البطل فى محبسه، وخرج الإعلام المباركى ليذكر وقائع انتحار سليمان خاطر، وقال الإعلام المضلل: لقد غافل سليمان حراسه العشرة المتواجدين معه فى ذات الزنزانة وعلق ملاءة سريره فى الشباك ولفها حول رقبته فمات مخنوقا!
أطفال الابتدائى لم يقتنعوا بكذبة أبولمعة الأصلى، وبالطبع تم منع النشر فى هذه القضية فى جميع وسائل الإعلام، فما كان من والدة الشهيد سليمان خاطر إلا أن تضرعت إلى الملك الجبار المنتقم أن ترى مبارك خلف القضبان، وقد استجاب لها أرحم الراحمين، فقد رأت مبارك وولديه فى سجن طرة.
احتفالية ضخمة أقامها أهالى محافظة الشرقية إحياء لذكرى الشهيد، ألقى فيها المقاتل الذى رفع أول علم مصرى على أرض سيناء فى حرب أكتوبر المجيدة وعدد من أبطال النصر العظيم والدكتور عزازى على عزازى محافظ الشرقية السابق وحشد من جماهير الشرقية والمحافظات الأخرى.
هذه الاحتفالية ردت الاعتبار للبطل سليمان خاطر ولكل مصرى مخلص لتراب هذا الوطن، وأزالت مرارة شديدة كانت عالقة فى حلوقنا جميعا.
المجد للشهداء والعزة لمصر والجنة للبطل سليمان خاطر.