رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: تعيين عضو الجماعة الإسلامية محافظا للأقصر يصدم المصريين.. اعتصام المثقفين يشعل تظاهرات 30 يونيو.. ودعوات لمصر بسحب اعتراضها على بناء السد الإثيوبي

الصحف الأجنبية _
الصحف الأجنبية _ صورة أرشيفية

اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين بقضايا الشرق الأوسط التي كان من أبرزها الشأن المصري، وألقت الضوء على حركة المحافظين الجديدة، وتكليف أحد قيادات الجماعة الإسلامية بتولي مهام محافظ قنا أكبر المقاصد السياحية، فضلا على أزمة "سد النهضة".


قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن تعيين عادل أسعد الخياط المنتمي للجماعة الإسلامية محافظا للأقصر، كان بمثابة الصدمة لبعض المصريين.

وأوضحت الصحيفة أن محافظ المدينة التي يوجد بها ثلث آثار العالم وتعتمد بشكل كبير على السياحة وتعتبر نقطة جذب رئيسية للدخل الذي يعتمد عليه الاقتصاد المصري بشكل كبير، هو أحد أعضاء الجماعة الإسلامية التي حملت السلاح ونفذت هجمات "إرهابية" قتلت العشرات من السياح والجنود وضباط الشرطة في نفس المدينة، لكنها نبذت العنف في عام 2003 وانضمت إلى العملية السياسية بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.

وأضافت أن أعضاء الجماعة يحملون وجهات نظر متشددة بشأن مسائل مثل حمامات الشمس وارتداء النساء للسراويل واستهلاك الكحول، وغيرها من الأمور التي ينظر إليها السياح على أنها من الأشياء الضرورية خلال زيارتهم للآثار الفرعونية.

ورأى مايكل وحيد حنا، من مؤسسة القرن الأمريكي بنيويورك، أن القرار "مثير للدهشة"، فالجميع مهتمون بعملية التطبيع سياسيا مع هذه الجماعات المسلحة، لكن أعتقد أن القرار جريء جدا لتعيين عضو في الجماعة محافظا للأقصر.

وقالت الصحف إن الخياط واحد من 17 محافظا جديدا جرى تعيينهم أمس الأحد 7 منهم من جماعة الإخوان المسلمين، ليصل عدد المحافظين المنتمين للجماعة 13 من 27 محافظا في مصر.

ومن جانبها سلطت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية الضوء على اعتصام المثقفين ضد وزير الثقافة علاء عبد العزيز الذي يتهمونه بمحاولة فرض أجندة إسلامية وتقييد الحرية الفنية والمثقفين.

وأوضحت الصحيفة أن الفنانين والكتاب كانوا يحتجون في وسط القاهرة ويطالبون باستقالة وزير الثقافة، وسط اتهامات بأن حكومة محمد مرسي تحاول فرض قيود على المشهد الفني في البلاد.

وبشأن قضية السد الإثيوبي، قال السفير الأمريكي السابق لدى إثيوبيا "ديفيد شين": يجب على مصر سحب اعتراضها على بناء سد النهضة الإثيوبي، لأنها قد تواجه صعوبات في إمدادات مصر من مياه النيل بما يكفي من أطول ممر مائي في العالم.

وأشارت مجلة "بلومبرج بيزنس ويك" الأمريكية اليوم الاثنين إلى أن تكلفة بناء السد التي تبلغ 4.3 مليارات دولار، وسينتج منه 6000 ميجاوات طاقة كهرومائية، وسيكون أكبر إنتاج للطاقة الكهرومائية في أفريقيا بحلول عام 2017.

وأوضحت المجلة أن مصر تشعر بتخوف تجاه إمداد مصر بالمياه المخصصة لها التي وقعت باتفاقيات منذ أكثر من خمسة عقود.

وقال الرئيس محمد مرسي لمؤيديه في القاهرة يوم 10 يونيو إن حكومته ستدافع عن كل قطرة من مياه النيل بدمائها، إذا هدد الأمن المائي للبلاد.

وقال شين لصحيفة "جراند" الإثيوبية أن مشروع سد النهضة مول فقط من جانب الحكومة الإثيوبية، وهنا حدث تغير في قواعد اللعبة لأن مصر منعت على مر التاريخ التمويل الدولي لمشروعات النيل في دول المنبع، وهي كانت أفضل وسيلة لمصر لتأمين احتياجاتها من المياه، ولكن مشروع السد الآن من شأنه أن يحدث تحولا ويصنع اقتصادا جديدا لشرق أفريقيا".

وأضاف أن إثيوبيا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها المياه ويمكنها بناء سد من شأنه توفير زيادة كبيرة في الكهرباء، وسد احتياجات إثيوبيا من الكهرباء، وبيع الطاقة وتربح الكثير من الجيران، وتساهم بشكل كبير في التكامل الاقتصادي الإقليمي".

وأوضحت المجلة أن إثيوبيا بعد شهر من إطاحة الرئيس السابق حسني مبارك، قامت بتحويل مجرى النيل الأزرق، أكبر روافد نهر النيل، كجزء من عملية بناء للسد.

تمثل إثيوبيا 86% من مصدر المياه التي تتدفق في نهر النيل، ويمتد النهر 4.160 كيلومترات في 11 دولة من بورندي في الجنوب إلي مصر، حيث يصب في البحر الأبيض المتوسط.

وفي الشهر الماضي نشرت الحكومة الإثيوبية دراسة أن مشروع بناء السد لم يتسبب في ضرر ملموس لدول المصب وأنها لن تستخدم السد لأغراض الري، بينما الرئاسة المصرية قالت في بيان لها يوم 3 يونيو إن التقرير غير كاف.

ويذكر أن النزاع حول صدى بناء السد في مصر، خاصة أن النيل ينظر إليه كرمز لمصر لسد احتياجات مصر الأولية من المياه، حيث قال مرسي في الكلمة التي ألقاها في 10 يونيو: "إن مصر هبة النيل وهو هبة الله لمصر".

وأضافت المجلة أن مصر تعتمد على الري لإنتاج محصولها من الحبوب والفواكه والخضراوات، وهي أكبر بلد منتج للقمح في أفريقيا وثاني أكبر منتج للسكر في القارة بعد جنوب أفريقيا، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة.

ووفقًا لجيتاشيو رضا، المتحدث باسم رئيس الوزراء هيلي مريم، الرئيس المصري محمد مرسي في اجتماعه مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريم، كان مهتمًا فقط بالمشاركة البناءة وفي مكالمة هاتفية انتقد العداء القديم الذي كان في الماضي.

وقال جيتاشيو: "التقى الزعيمان في قمة الاتحاد الأفريقي الشهر الماضي في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، حيث اقترح مرسي أن مصر قد تمول خط نقل من السد.. وتخطط إثيوبيا لبيع 2000 ميجاوات من الكهرباء لمصر بحلول عام 2020".

وقال السفير المصري لدى إثيوبيا محمد إدريس: إن وزير الخارجية المصري يصل إلى إثيوبيا اليوم للانخراط في مزيد من الحوار البناء، في مقابلة عبر الهاتف يوم 12 يونيو، مضيفًا: "إننا نعمل لإيجاد وسيلة متفق عليها بصورة متبادلة تدفعنا إلى الأمام".

وقالت "نادية احيدو" محللة مقيمة في نيروبي في المجموعة الاستشارية "أفريقيا براكتس": إن كلمة مرسي واجهت بانتقادات محلية، حيث خططت المعارضة لمسيرات احتجاجية حاشدة يوم 30 يونيو المقبل، في محاولة لعزله من منصبه بعد أن أدى اليمين الدستورية منذ عام فقط وكان أول رئيس منتخب ديمقراطيا، ودعت المعارضة لإجراء انتخابات جديدة مبكرة.

وأوضحت المجلة أن مياه النيل تنتج ما يقارب من 85 مليار متر مكعب "3 تريليونات قدم مكعب" من المياه سنويا، وهو ما يكفي لملء السدود بنسبة 2.5 مثل سدهوفر، وفقًا لمؤسسة أوستن وشركة ستراتفور اللتين مقرهما في تكساس.

وأشارت صحيفة تليجراف البريطانية إلى تحذير بوريس جونسون، عمدة لندن، الذي ينتمي لحزب المحافظين، لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من تسليح مقاتلي المعارضة السورية.

وأعرب جونسون عن تخوفه من تقديم الأسلحة للثوار، مشيرًا إلى احتمال سقوطها في أيدي عناصر القاعدة، مما يجعل الأمر أكثر سوءا.

وقال جونسون: "لا يمكننا أن نستخدم سوريا كمسرح لتسجيل نقاط "جيوسياسية" أو استعراض العضلات، ولن نحصل على وقف لإطلاق النار بوضع الأسلحة بين أيدي المهووسين المنتمين لتنظيم القاعدة".

وأضاف جونسون: "هذه لحظة وقف إطلاق النار بشكل كلي، وإنهاء الجنون، حان الوقت لأمريكا وروسيا والاتحاد الأوربي وتركيا وإيران والسعودية وكل اللاعبين الآخرين أن يجتمعوا ويعقدوا مؤتمرًا فيما بينهم لمحاولة وقف العنف".
الجريدة الرسمية