السطور الأخيرة
عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، وعن عبد الله بن عمرو أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).
وترتيبًا على ذلك، وطبقًا لما أخبرنا به رسولنا الكريم، يصبح جليًا وواضحًا لدينا وضوح الشمس، أن الصفات الخمسة التي يتصف بها سلوك المنافقين هي: الكذب، وإخلاف الوعد، والخيانة، والغدر، والفجور عند المخاصمة.
وقد كنت أتصور أن الدروس المستفادة من فيروس كورونا ستجعل من يمارسون سلوك النفاق البغيضة هذه يقلعون عنها، ويتوبون منها إلى الله جل وعلا، بعد أن تبينوا بما لا يدع مجالًا لأى شك أن الموت أصبح أقرب لكل إنسان من شراك نعله، إلا أننى تيقنت بالعديد من الشواهد المؤكدة، والتعاملات المباشرة..
اقرأ أيضا: كيف نقضى على ظاهرة "الباراشوت"؟
أن المنافقين هيهات أن يتوبوا أو يتغيروا، لأنهم مع الأسف قد أدمنوا هذه الصفات حتى أصبحت تجري في عروقهم مجرى الدم، فهم نابغون في الكذب، متفوقون في خيانة الأمانة، لا يشق لهم غبار في الخسة والغدر، ولا يبارون في إخلاف الوعود وممارسة أقصى درجات الظلم عند الخصومة.. يغيرون جلودهم كالحرباء في كل لحظة، ويتحولون مع اتجاه كل ريح مهما كانت خبيثة، ويتلونون بكل لون مهما كان منفرًا، دون أي وازع دينى، أو إنسانى، أو أخلاقى.
اقرأ أيضا:التحامل!
لو قدر لك الله أن يضع أحدهم في طريقك لأى سبب، فلا تجزع أو تخشاهم أبدًا.. ولا يفتنك ما وصل إليه بعضهم من شهرة، أو جاه، أو ثروة حرام.. فقط تمسك بقيمك ومبادئك، واستمر في سعيك المخلص بمنتهى الصبر والمثابرة والضمير والإتقان، وأحسن الظن بالله في كل لمحة ونفس، وسترى بنفسك كيف يكتب الله العلى القدير السطور الأخيرة في أحوال المنافقين في الدنيا، لأن النفاق لعنة مؤكدة لا ينجو منها إلا المخلصون.