رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"فيتو" داخل مغسلة "موتى كورونا".. أحد المغسلين: "أب رفض توديع ابنه خوفا من العدوى"

عملية التغسيل
عملية التغسيل

رعب وخوف، يملأ كل الأرجاء، لا صوت يعلو فوق صوت "كورونا"، فالجميع يجلس ينظر من بعيد، مترقباً سماع خبر عن إصابة أحد الأقارب أو الأصدقاء بهذا الفيروس اللعين الذى اجتاح العالم أجمع، ليبتعد سريعاً من أجل النجاة.. هكذا يعيش أهالى مدينة "الوراق" شمال محافظة الجيزة، فى حالة من الفزع والهلع، بعد أن ضرب "كورونا" بقوة أغلب شوارع ومنازل المدينة ذات الكثافة السكانية العالية.

ومع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا فى الوراق، فكَّر الشاب أحمد عبدالحكيم، ومعه مجموعة أخرى من محبى الخير، في تخصيص مكان لتغسيل وتكفين موتى كورونا، بهدف مساعدة أهالى الموتى، وتوفير مكان آمن لمراسم الغسل والكفن.

 

"فيتو" عاشت يوما داخل مقر تغسيل ضحايا كورونا بالوراق، واستمعت إلى تجربة أحد  المتبرعين لإنقاذ المصابين، وتغسيل موتى الفيروس "كما يطلقون عليهم"، ومعرفة سبل المساعدة، وماذا يحدث داخل هذه "المغسلة" التى تم إنشاؤها من أموال التبرعات.

 

 

بدأ أحمد عبد الحكيم، أحد المتبرعين لتغسيل موتي "كورونا" شرح القصة، قائلا: "لم نتوقع كل ما يحدث داخل دائرة الوراق، من إصابات وزيادة فى حالات الوفاة بـ"كورونا"، لكن الوضع أصبح خطيرا، لأسباب كثيرة، أولها عدم وعي البعض، واستهتار البعض الآخر، والذى أدى إلى ما نحن عليه الآن من رعب وخوف على أنفسنا وأسرنا".

 

 

وعن إنشاء المغسلة، قال "عبد الحكيم": ”بداية الفكرة جاءت من خلال جروب "مساعدات عائلات الوراق كورونا"، بعدما شاهدنا زيادة فى أعداد المصابين والوفيات، فتحدثنا أنا وصديقي محمود حسن سلمان، والشيخ وهبة، لإنشاء مكان واحد للغسل، إضافة إلى جمع تبرعات لمساعدة المصابين من علاج وأغذية”.

 

يسرد "عبد الحكيم" تفاصيل عملية الغسل، وما حدث معه برفقة الجروب المتبرع منذ انطلاق الفكرة: "فى بداية الأمر، كانت هناك مشقة فى ارتداء بدلة الغسل الوقائية للحماية من الإصابة عند الغسل، وأول من علمنا ارتداءها الشيخ وهبة، وتم شراء مايقرب من 500 بدلة، يتم استخدامها بعد التعقيم مرة واحدة، وعقب انتهاء الغسل يتم وضعها فى حقيبة والتخلص منها لمنع تعرض أحد للإصابة في حالة لمسها".

وأضاف: ”مع الوقت بدأنا نشعر بخطورة شديدة بعد تعرض عدد منا للإصابة بالفيروس، وموت شخص من المؤسسين لفكرة المساعدات وهو المحامي أشرف سالمان، والذى توفي بعد أيام من إصابته بالفيروس”.

 

خوف البعض من التعامل مع المغسل، أو المشاركة فى مساعدة المصابين بكورونا، أًصبح وضعا صعبا مع الوقت، بجانب النظرة السيئة، وهو ما كان يتسبب فى إيذاء نفسي فى بداية الأمر.

يصف "عبد الحكيم" ما يعيشه المغسل فى يومه الطبيعي، والذى ظهر بشكل مفاجئ طوال الأيام الماضية.

 

 

وقال “عبد الحكيم”: إن نقص اسطوانات الغاز كان أكبر الأزمات التى يتعرض لها المريض لارتفاع سعرها هذه الفترة، إلا أن جروب المساعدات نجح فى توفيرها من أجل إنقاذ الكثير من المرضى”.

 

ويعرض "عبد الحكيم"، طريقة استقبال المغسلة لـ "المتوفين بكورونا"، قائلاً: "فى بعض الأحيان يتم استلام الجثمان بعد الإصابة والوفاة بالمستشفى، ليتم التغسيل بالمغسلة المخصصة، والبعض الآخر يتم استلامهم من المنزل بعد الحصول على شهادة الصحة".

وعن الأعداد قال: "فى اليوم الواحد من الممكن أن يصل العدد لـ 10 حالات وفاة، أما عن العدد الأجمالى فوصل لـ 200 متوفى حتى الآن، وهو أمر كان من الصعب توقعه".

وتحدث عن بعض المواقف التى يتعرض لها المغسلون، حيث قال: "تعرض مغسل معانا اسمه محمد حامد، لحادث، وكان يقوم بتغسيل المتوفين بكورونا داخل مستشفى حميات إمبابة، ولكن بعد أن تعرض للحادث وأثناء الكشف عليه لدخول غرفة العمليات تم اكتشاف إصابته بكورونا وعدم ظهور الأعراض عليه".

وعن أبرز المواقف المؤثرة يقول: ”من المواقف التى لا يمكن أن أنساها رفض أب رؤية ابنه المتوفى بالفيروس، ورفضه توديعه خوفاً من إصابته بالمرض، بجانب تخوف زوج من زوجته المتوفاة أيضاً”.

 وقال عبد الحكيم: "أثناء التغسيل الأهالي بتخاف تدخل معانا تشوف ابنها أو بنتها".

وبجانب تغسيل الرجال، أكد عبد الحكيم،  أن هناك مغسلة للسيدات، تتولى مسؤليتها المغسِّلة "ناهد"، مشيرًا إلى أنها تواجه مهمة شاقة؛ لأنها تعمل بمفردها، ولا تجد من تساعدها.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية