أحمد عكاشة يصف لكل مهنة مرضا مميزا
نشرت مجلة “روز اليوسف” عام 1968، تحليلا للدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، يؤكد فيه أن لكل مهنة مرضا تختص به.. فقال: ثبت علميا أنه يوجد لكل مهنة مرض يكون نتيجة ورد فعل لعمل الشخصي.. فمثلا هناك مرض غريب لايصيب إلا الرجال.. ومن الرجال الذين يجهدون أنفسهم فى التفكير مثل: القضاة والعلماء والكتاب.. وهذا المرض هو الذبحة الصدرية، ويقول الأطباء: إن نسبة إصابة الإناث به صغيرة لأن هرمون الأنثى يمنح المرأة مناعة من الإصابة بتصلب الشرايين، وهو الطريق إلى الذبحة الصدرية.
ويتطور الأمر إلى جلطة دموية تستمر آلامها أكثر من ربع ساعة، وتنشط الذبحة بين فئة خاصة من الناس، وهم من يقومون بمجهود فكرى، وأيضا الذين يعيشون حياة مملة راكدة، وأيضا الذين يعانون من السمنة.. أيضا الذين يجلسون على المكاتب فلها أمراضها ومخاطرها، والواقفون أيضا لهم أمراضهم وأشهرها الدوالى التى تصيب الساقين نتيجة الوقوف ساعات طويلة.. ومنهم عمال المصانع مثلا.. أما الممثل فمثلا الممثل الناجح شخصية مفككة، ويتصف بعدم النضج الانفعالى، أي تقلب العواطف.. إنها تضحى بكل شيء فى سبيل عاطفتها التى سرعان ماتخمد وتتبدد، وتقع فريسة الملل، فتبدأ فى البحث عن انفعال جديد فى قصة جديدة.. إنه مرض اسمه عدم الثبات العاطفى.. كما تتميز شخصية الممثل بحب الظهور ليكون مركز اهتمام الناس.
ويرى الدكتور عكاشة أن هذه شخصية طبيعية لعمل الممثل الذى يتوقف نجاحه على مدى قدرته على التأثير على المشاهدين، إلا أن شخصيته تبدو مفككة، فمثلا يقدم دور هاملت على مدى ثلاث ساعات يوميا لعدة شهور، ثم ينتقل إلى شخصية أخرى.. وهذه الشخصية تسمى “الشخصية الهستيرية”؛ لذلك يميلون إلى التغيير المستمر فى حياتهم الخاصة، فيحدث الطلاق المستمر وارتفاع نسبة الحوادث، وهم أكثر الناس معاناة نفسيا لكثرة الانفعالات التى يمرون بها.. وعادة ما ينجذب الرجال لصاحبات هذه الشخصية من الممثلات لأنهن يبدين ناجحات مع الجنس الآخر فى الحب بالرغم من أنها تعانى البرود الجنسى، إلا أن أنوثتها ظاهرية.. أما الشعراء والكتاب والرسامون والعلماء فهم يعانون الانطوائية، هى شخصية تتميز بالخجل والحساسية الزائدة والتفكير المستمر، وهم يميلون إلى النحافة أكثر والشعور بالاضطهاد لعدم تقدير أعمالهم.. ومن أبرز نماذج هذه الشخصية الموسيقار "بتهوفن" الذى كان يهرب من الناس ويتصور أنهم لا يقدرونه.. أيضا الرسام "فان جوخ" الذى أصيب بفصام فى الشخصية جعله يقطع أذنه بيده.
نوع آخر من الكتاب والسياسيين وأعضاء البرلمان يعانون من الانبساطية والتهريج والإقبال على الحياة مع طيبة القلب وحب الكلام، وعادة مايميل أصحاب هذه الشخصية إلى السمنة، ويتعرضون لفترات من النشاط الزائد ينتهى بالاكتئاب واليأس وفقد الثقة وعدم الرغبة فى الحياة.. ويعتبر الفنان صلاح جاهين وأوسكار وايلد نماذج لهذه الشخصية.
اقرأ أيضا:
أحمد عكاشة الخوف من كورونا يصيب بأمراض قلبية والسكري
أما الزعماء والساسة فلهم أمراض؛ أشهرها البارانويا، أي انفصام الشخصية، ومثال على ذلك هتلر وجان دارك، وصاحب هذه الشخصية تتسلط عليه فكرة خاصة توجه سلوكه وتحدد علاقاته مع الآخرين، بالرغم من أنه شخصية قوية، وصلت باعتقاد هتلر بسمو الجنس الآرى ولديه القدرة على الإقناع.